لماذا ...نتاج ؟
كاتيا دبغي


عندما باشرت ورشة العمل على موقع "نتاج" ، انتابني شعور الأهل قبل ولادة طفلهم ،وتملّكتني حيرة كما سكنتني التساؤلات .كيف سيكون شكل هذا المولود ، لونه ، مظهره ، شخصيته وفكره ؟ ماذا أسميه وسط عشرات الأسماء التي طرأت في ذهني دون أن أرسو على بر .
إنها مهمة شاقة أن تجد اسما يلقى مكانته ويبرز شأنه وسط مئات الأسماء ، ولكن التجربة الآكثر صعوبة هي في أن تجد لهذا المولود موقعأً في قلوب الناس وعقولهم من الصرخة الأولى أو العنوان الأول .
في عصر المنافسة الشرسة والتماهي في المضامين والمحتوى المتشابه ، اخترت خوض التجربة المغرية بعد مخاض الأفكار والأبحاث والدراسات . حملت بمشروعي تماما كالأمهات المتلهفات للحظة الولادة عندما يبصر طفلهن النور ويخرج إلى الحياة بصرخة مدوية ، فيما تنتابهن مشاعر متضاربة إزاء هذا الكائن الصغير . 
في رحلة إنجاب الموقع ، كان المخاض عسيرأً ولكن سماع نبض الكلمة والخبر وحركة الجنين في رحم الأفكار وتقلّبه بين قرار وقرار ،وإحساسي أنني حبلى بمخلوق افتراضي يكبر يوما بعد يوم ويتغذى من مشيمة عقلي وقلبي وروحي ، كان أقوى من "الصعب ".لا أدري لماذا تماهت الصورة إلى هذا الحد بين أمومة حقيقية أعيشها مع ابنتّي منذ سنوات  ، وأمومة افتراضية لموقع أتلمس من خلاله إيقاع الحياة وارتداداتها .
لماذا" نتاج "؟ لمن يسأل ، أجيب :" إنه نتاج سنوات من الجهد والمثابرة والعطاء في مجال الاعلام التقليدي والألكتروني والاعلام الحديث المتكامل المتعارف عليه بال " ملتيميديا". أنا من جيل عاصر الصحافة التقليدية واختبر متعة الحبر ورائحة الورق وأصوات المطابع .أنا من جيل ترّبى على إبداعات كبار الصحافيين في لبنان ، ونهل من منابعهم وتدرب على أيديهم .ولكنني ، اخترت التحليق في فضاءات الصحافة الجديدة والاعلام الحديث حيث تشتغل كل حواسك في جميع الاتجاهات وتنبت أفكارك على كل المنصات ويصل صوتك إلى أقاصي القرية الكونية .
هذا هو النتاج الذي أضعه اليوم بين أيديكم وأمام ناظريكم ، نتاجأً يزخر بحب الكلمة وصدق المعلومة ويسعى للارتقاء بمستوى الإنسان و الإعلاء من شأنه والإضاءة على نجاحاته .إنه نتاجكم الذي يعكس اهتماماتكم ويعبر عن مشاعركم ويجسد أفكاركم .
هنا ألخّص مشواري الذي يستمر اليوم بحلة جديدة ورؤية معاصرة ....وما أحلى نتاجي معكم حيث نلتقي كل يوم مع فريق تحرير متخصص هدفه تقديم صورة مشرقة عن الاعلام النظيف ....وما الحياة الا عمل بحب و"نتاج".

مواضيع ذات صلة
قصة واقعية بطلتها النجمة "البوتوكسية"
إليسا والوجوه الأخرى ...شكراً نتفليكس
جوع الشهرة Don't get Fomo !
السيد درويش ...هل قتلته المخابرات أم المخدرات ؟!
خمس سنوات مع هاني نقشبندي
وقد يكون الحظ ... امرأة !
من بائعة خضار الى رئيسة وزراء
"لو"....في 4 آب
كاميلا على خطى جدّتها
ياسمين صبري ...الله يصبرك !
عشيقة هتلر السريّة
من جزيرة "بيكيني" المحيط الهادىء إلى "بيكيني " المحيط الغاضب !
رومانسيات قصر باكينغهام
شيرين "نصحانة " أم "ضعفانة" ...ما "خصّكم "؟!
ندين جابر تريد حلاً للحضانة في " للموت"
فخامة الصوت ومعالي الطرب في حضرة سمية
أيام معدودات
ثالثة "للموت " لا نريدها ثابتة و"تصطفل " نادين جابر
طريقها الطويل من أجل يوم
الزلزال الذي أَخرج أثقالها
المثليّة الجنسيّة : دعوة إلى تقبّلها أم الإقبال عليها ؟
من يحاسب تشارلي إبدو Charlie Hebdo؟!
اللقاء الثاني
جوائز "جوي أواردز" إضافية !