قصة واقعية بطلتها النجمة "البوتوكسية"
كاتيا دبغي
تحاول نجمة العمل وبطلة المسلسل الشهيرة أن تبتسم وسط تكتلات الهيلارونيك أسيد Hyaluronic Acid المحقونة في تلافيف الوجه وحول منطقة الفم خاصة ، كونها المنطقة التي تشيخ أولاً مع محيط العينين . نجمتنا بين الأربعينات والخمسينات، وهي المرحلة العمرية التي تنتمي إليها معظم نجمات الصف الأول في عالمنا العربي .هي في الأساس وقبل المساس بوجهها ، ممثلة "شاطرة " ومحترفة وتجيد اقتناص الأدوار والفرص . ولكنها هرعت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن لعلع إنذار العمر في رأسها وجعلها مدمنة على محاربته بكل ما أوتي لها من "حقن". لذلك، و عندما يتطلب المشهد الإفراط في إظهار المشاعر سواء الضحك أو العبوس أو الإستغراب ، وغيرها من التعابير المفترض أن تكون بمنتهى الطبيعية لا التبعية لإغراءات التجميل ، تخذل تعابير الوجه صاحبتها وتشل قدرتها على التحكم بعضلاتها ، وتحل الضحكة الصفراوية الجامدة مكان الإبتسامة الطبيعية النابعة من القلب فيما تبدو القهقهة وكأنها مطرقة سندان يضرب على نفس الإيقاع.
منذ أن أخبرتها المرآة أن وجهها بدأ يهبط رويداً رويداً وتنحدر الوجنتان نحو الإضمحلال ، وتتسلل الخطوط الرفيعة إلى محيط العينين والفم ، حتى دبّ فيها الهلع. كانت قد سمعت مراراً عبارة تتردد في كواليس شركات الإنتاج والعاملين في الوسط الفني ، "يي صارت ختيارة "، مما يعني تضاؤل الفرص وانحسار الضوء والنزول عن عرش الصف الأول إلى الثاني ، ومع مرور الوقت قد يصبح العاشر.
خافت أن تخسر نجوميتها ومصدر رزقها وأحلامها ، سارعت إلى العيادة التي تقصدها غالبية النجمات من صديقاتها محمّلة بكل هواجس العمر . هي لن تنظر إلى المرآة ولن تخرج من العيادة قبل أن تنتقم من الزمن الزاحف بوقاحة على وجهها. سوف تقضي عليه بالحقن والإبر وكل مبيدات التجاعيد. ستنفخ لا بل نفخت شفتيها ، ونحتت وجنتيها ، وروّست ذقنها ، ورفعت عينيها كالقطة ، وعرّضت فكيها وملأت كل الفراغات التي تفضح سنّها. انتقمت من وخز الزمن الذي ينخر في روحها وعقلها ، واستسلمت حتى الإدمان لإبر الشباب الموعود ... وألا ليت الشباب عاد !
في نظرها وعُرفها ، أن يقال أنها ضحية عمليات وتقنيات التجميل أفضل ألف مرّة من أن يقال أنها تقدمت في السن . ستطوّع صوتها كما تجيد ، وتشحن طاقاتها التمثيلية لكي تؤدي مشاهدها ، ستحاول أن تلهي المشاهد ببراعتها وموهبتها الحقيقية التي لا تشيخ ، ستقنعه أنها ممثلة بارعة و"فظيعة" لكي يغض النظر عن ما ارتكبته بحق وجهها . تحاول جاهدة أن تفسر للمخرج لماذا يجب أن يركز كاميرته على نواح معينة في وجهها ،ويتجنب لقطات تفضح نتائج الحقن وتظهر انتفاخات غير متناسقة ومستوية .
اقترب موعد العرض .هي خائفة نعم خائفة، كأنها فقدت الثقة بنفسها وقدراتها وأصبحت هشّة. غداً سيُعرض المسلسل في الموسم الرمضاني . ستكون الشاشة مرآتها وجلادها وستخرج أفاعي السوشيال ميديا لتلسعها بتعليقات ليس أقلّها : يا حرام ، كيف صايرة !

قصة من وحي الواقع وليست من نسج الخيال ... وبطلاتها النجمات البوتوكسيات المنفوخات المنفوشات المحقونات المروّسات .

مفاتيح
مقالات
إطلالات النجمات
مواضيع ذات صلة
إليسا والوجوه الأخرى ...شكراً نتفليكس
جوع الشهرة Don't get Fomo !
السيد درويش ...هل قتلته المخابرات أم المخدرات ؟!
خمس سنوات مع هاني نقشبندي
وقد يكون الحظ ... امرأة !
من بائعة خضار الى رئيسة وزراء
"لو"....في 4 آب
كاميلا على خطى جدّتها
ياسمين صبري ...الله يصبرك !
عشيقة هتلر السريّة
من جزيرة "بيكيني" المحيط الهادىء إلى "بيكيني " المحيط الغاضب !
رومانسيات قصر باكينغهام
شيرين "نصحانة " أم "ضعفانة" ...ما "خصّكم "؟!
ندين جابر تريد حلاً للحضانة في " للموت"
فخامة الصوت ومعالي الطرب في حضرة سمية
أيام معدودات
ثالثة "للموت " لا نريدها ثابتة و"تصطفل " نادين جابر
طريقها الطويل من أجل يوم
الزلزال الذي أَخرج أثقالها
المثليّة الجنسيّة : دعوة إلى تقبّلها أم الإقبال عليها ؟
من يحاسب تشارلي إبدو Charlie Hebdo؟!
اللقاء الثاني
لماذا ...نتاج ؟
جوائز "جوي أواردز" إضافية !