2023-04-10
ندين جابر تريد حلاً للحضانة في " للموت"
جوزفين حبشي -كاتبة وناقدة
هل يمكن للفن الجاد بطرحه قضايا حيوية و إجتماعية وشخصية وسياسية ومصيرية، أن يغيّر الواقع السيء؟ نعم، نعم يستطيع.
عام ١٩٧٥، قدمت السينما المصرية واحداً من أقوى الأفلام تأثيراً وتغييراً لواقع الأحوال الشخصية في مصر. إنه فيلم" أريد حلا"، عن قصة للكاتبة حسن شاه وسيناريو وإخراج لسعيد مرزوق، وحوار لسعد الدين وهبة. من خلاله جسّدت فاتن حمامة دور إمرأة تطلب الطلاق من زوجها الدبلوماسي ( رشدي أباظة) بعد إستحالة الحياة بينهما، ولكنه يرفض فتضطر للجوء إلى المحكمة الشرعية، مما يُدخلها متاهات المحاكم ، وتخسر قضيتها بعد مرور ٤ سنوات. هذا الفيلم المتقن بنصه وإخراجه وأداء سيدة الشاشة العربية، فجّر قضية جدّاً مهمة من خلال عرضه حق المرأة في الخلع. كما أنه نجح في جعل المستحيل ممكناً، إذ ساهم في كشف الثغرات التي يحتويها قانون الأحوال الشخصية في مصر ، مما أدّى إلى تغييره لاحقاً.
مناسبة الحديث عن فيلم " أريد حلاً"، هو مسلسل" للموت٣" ،
فشخصية "أمل" التي تجسدها دوجا حجازي، تريد حلاً هي الاخرى. حل لموضوع كبير وحيوي ومصيري ، طرحته الكاتبة ندين جابر في الحلقة ١٧. إنه حق الأم بحضانة أولادها، بعد مشهد سلخ إبنة أمل( دوجا حجازي) عن قلبها على يد قوى الأمن الداخلي، تنفيذاً لحكم الشرع.
لن ندخل في دهاليز كل طائفة من طوائف لبنان وأحكامها في حال لم تتزوج المرأة المطلقة ثانية أو فعلت، ولكن لا يمكننا إلا أن نستغرب سلخ الاولاد عن صدور أمهاتهم بأعمار مهما إزدادت تظل قليلة في عين قلب الأم والعدل والإنسانية وعلم النفس كذلك الأمر. لا يمكننا إلا أن نستهجن تحديد صلاحية الحضانة بأعمار الاولاد، وكأن حاجة الطفل لحنان أمه يخضع للحساب والجمع والطرح والقسمة ، وكأن الشرع أعظم وأفهم من أي محلل نفسي في العالم يقول أن الاولاد لا يشفون أبداً من غياب الأم، ولا يشبعون من حنانها وحبها ورعايتها حتى ولو أصبحوا أهلاً وأجداداً بدورهم.
ما قدمته ندين جابر في نهاية الحلقة ١٧ من للموت٣ ، وجسده المخرج فيليب أسمر برؤيته الصادمة، وفجّرت وجعه ومأساته الممثلة دوجا حجازي ببراعة مؤلمة، أكثر من كاف لتحريك ضمائر كافة المعنيين والناشطين، على أمل أن يساهموا في تغيير القوانين الشرعية المجحفة بحق المرأة والأم.
نقول على أمل، لأننا نريد أن نظل نصدّق أن الشرع يؤمن بأن الله حق وعدل، فكيف يعقل أن يرضى بحرمان الأمهات من فلذات اكبادهن؟ أين الحق والعدل في سلخ ولد عن قلب أمه؟ شكراً ندين جابر للإضاءة مجدداً على موضوع حرمان الاولاد من أمهاتهم، على أمل أن تتغيّر مشهدية قوانيننا الشرعية، فتُعيد "أمل" مسلسلك، وكل أمل مثلها في لبنان والعالم العربي، قلبها الصغير إلى حضنها. "في أمل"؟ نعم، دائماً هناك أمل.

مواضيع ذات صلة
قصة واقعية بطلتها النجمة "البوتوكسية"
إليسا والوجوه الأخرى ...شكراً نتفليكس
جوع الشهرة Don't get Fomo !
السيد درويش ...هل قتلته المخابرات أم المخدرات ؟!
خمس سنوات مع هاني نقشبندي
وقد يكون الحظ ... امرأة !
من بائعة خضار الى رئيسة وزراء
"لو"....في 4 آب
كاميلا على خطى جدّتها
ياسمين صبري ...الله يصبرك !
عشيقة هتلر السريّة
من جزيرة "بيكيني" المحيط الهادىء إلى "بيكيني " المحيط الغاضب !
رومانسيات قصر باكينغهام
شيرين "نصحانة " أم "ضعفانة" ...ما "خصّكم "؟!
فخامة الصوت ومعالي الطرب في حضرة سمية
أيام معدودات
ثالثة "للموت " لا نريدها ثابتة و"تصطفل " نادين جابر
طريقها الطويل من أجل يوم
الزلزال الذي أَخرج أثقالها
المثليّة الجنسيّة : دعوة إلى تقبّلها أم الإقبال عليها ؟
من يحاسب تشارلي إبدو Charlie Hebdo؟!
اللقاء الثاني
لماذا ...نتاج ؟
جوائز "جوي أواردز" إضافية !