2023-05-28
عشيقة هتلر السريّة
د. ندى أحمد جابر
إيفا براون.. العشيقة السرية لدكتاتور الحرب العالمية الثانية أدولف هتلر، لم تكن ليذكرها أحد ، إذ أنّ الزعيم النازي أبقى علاقته معها سرّية وبعيدة عن الأضواء حتى وفاته ،أو على الأصح انتحاره في 30 أبريل عام 1945حيث أصرّت العاشقة المخلصة على أن
تموت معه، وكتبا في وصيتهما، وهي أن تحرق جثتاهما كي لا يُمَثل بهما كما حدث لستالين ، حليف هتلر، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وخسارته أمام الحلفاء.
من هي إيفا براون التي هرع المؤرخون والكُتاب للبحث عنها، بعد ذيوع خبر زواجها من هتلر فقط لمدة 40 ساعة ، قبل العثور عليهما منتحرين معاً؟ 
تقول الرواية التي اجتهد الصحافيون في جمع أطرافها من الأصدقاء المقربين ومن الصور التي وثقتها إيفا بنفسها، أن إيفا براون كانت في السابعة عشرة من عمرها. فتاة شقراء جميلة تمتاز بالحيوية والنشاط ، تعشق الألعاب الرياضية وتنحدر من أسرة كاثوليكية محافظة متوسطة الحال ، عندما استلمت عملها كمساعدة للمصور هوفمان في العام 1929 ، وكان أحد مصوري هتلر. الزعيم النازي المصاب بالنرجسية،  الذي كان يعشق صوره ويحب أن يراها باستمرار. وهكذا بدأ تعارفه الأول مع الصبية الصغيرة حيث كان قد بلغ الأربعين من العمر ، وحقق مكانة هامة في ألمانيا وفي الحزب النازي ، فكان سهلاً جداً على الصغيرة الساذجة ، أن تقع في غرام الرجل الذي كانت كل نساء ألمانيا تتحدثن عن الكاريزما الخاصة التي يتمتع بها.
أحبته إيفا بجنون.. وأصبحت عشيقته بعد ثلاث سنوات من تعارفهما ، لدرجة أنها تحّدت عائلتها ورضيت بوضع كان يعتبر مسيئاً جداً لها وهي عشيقة السر والخفاء. كانت مستعدة لتقبل أي شيء سوى أن يبتعد عنها لدرجة أنه أقدمت على الانتحار مرتين. مرة بمسدس والدها، ومرة بتناول السم. وذلك لأنه أهملها، فكانت تسعى إلى لفت اهتمامه بها بأي طريقة. هي المرأة العاشقة التي لم تكن ترى العالم حولها إلا من خلال هذا الرجل. رغم تهافت النساء عليه ، إلا أنها استطاعت أن تكون الأهم في حياته خاصة بعد أن أبدت استعدادها للموت من أجله وهو ما كان يُرضي غروره. وهكذا تمكنت هذه الصبية الغارقة في الغرام ، والتي كانت تبدو ضعيفة وسطحية ، أن تأسر قلب الرجل الأقسى في عصره والمتكبّر الذي أصرّ ألا يتزوجها ، وأن تبقى في الزاوية المعتمة من حياته. لكنها العاشقة التي لا تعارض أي وضع طالما أنها في نهاية الليل ستكون مع من تحب. وهكذا بقيت على مدى أكثر من 13 سنة إلى جانبه ، وكان لها جناح خاص في قصر "البرغهوف" في جبال الألب. ويعتبر هذا القصر المكان المحصّن الذي كان يدير منه هتلر الحرب ، والذي تم هدمه عام 1952. وكان قد اشترى لها منزلاً قريبا من مقره. وبقيت تتنقل بين منزلها الذي جاءت أختها الصغرى لتقيم فيه معها ، وجناحها الخاص في قصره الشهير. ورغم سرية العلاقة ، إلا أن المقربين منهما كانوا يتعاملون مع إيفا كصاحبة القصر ومديرته ، وهو يُعرفها على الناس كسكرتيرته والمصّورة الخاصة به. وتعتبر الصور التي وجدت بعد انتحارهما ، وثائق مهمة تبرز تلك العلاقة ، وإن كانت لا تبدو في الصور قريبة منه. وكان يكفيها أن تكون خلف الكاميرا تصور من تعتقد أنه أهم رجل في العالم ،تتباهى أمام صديقاتها بعلاقتها معه. ورغم قربها الشديد منه وتصويرها لمعظم لقاءاته الخاصة بعمله ، بقيت بعيدة عن السياسة التي كانت تتجنّب الحديث فيها، وذلك على الأرجح تنفيذاً لرغبته. الزعيم النازي الدكتاتور القاسي الذي يُذكر عنه إبادته الجماعية، هل كان له قلب يستطيع أن يحب؟ ولكن ، هذا كان اعتقاد إيفا التي كانت تسعى لتصويره مع الأطفال في حفلات أعياد الميلاد وهو يبدي تودداً وتعاطفاً معهم. هي تراه بعين حبّها وترسمه من خلال كاميرتها في عشرات الصور والفيديوهات رجلاً حنوناً محباً للأطفال وللحيوانات الأليفة، وتصّور قائمة طعامه التي كانت نباتية لكونه يشفق على الحيوانات.. تراه بعين العاشقة ويراها بعين الطاغي المْستغل الذي وافق على زواجها منها فقط قبل انتحارهما بيوم.. انتظر حتى لحظته الأخيرة ليحقق لها حلمها بأن تكون زوجته وهو يعلم أنها ستموت معه، فهل فعل ذلك حباً أم ليقال إنه انتحر مع زوجته وليس مع عشيقته؟

د. ندى أحمد جابر
كاتبة وباحثة في الدراسات الإعلامية

مواضيع ذات صلة
قصة واقعية بطلتها النجمة "البوتوكسية"
إليسا والوجوه الأخرى ...شكراً نتفليكس
جوع الشهرة Don't get Fomo !
السيد درويش ...هل قتلته المخابرات أم المخدرات ؟!
خمس سنوات مع هاني نقشبندي
وقد يكون الحظ ... امرأة !
من بائعة خضار الى رئيسة وزراء
"لو"....في 4 آب
كاميلا على خطى جدّتها
ياسمين صبري ...الله يصبرك !
من جزيرة "بيكيني" المحيط الهادىء إلى "بيكيني " المحيط الغاضب !
رومانسيات قصر باكينغهام
شيرين "نصحانة " أم "ضعفانة" ...ما "خصّكم "؟!
ندين جابر تريد حلاً للحضانة في " للموت"
فخامة الصوت ومعالي الطرب في حضرة سمية
أيام معدودات
ثالثة "للموت " لا نريدها ثابتة و"تصطفل " نادين جابر
طريقها الطويل من أجل يوم
الزلزال الذي أَخرج أثقالها
المثليّة الجنسيّة : دعوة إلى تقبّلها أم الإقبال عليها ؟
من يحاسب تشارلي إبدو Charlie Hebdo؟!
اللقاء الثاني
لماذا ...نتاج ؟
جوائز "جوي أواردز" إضافية !