Bed rotting أو ما يُعرف بالتعفّن في السرير، هو ظاهرة جديدة وtrend تجتاح مواقع التواصل الإجتماعي عالمياً وعربياً وتحديداً عبر تطبيق TIKTOK. فما هي هذه الظاهرة، وما تأثيرها على الصحة النفسية والجسدية للأفراد؟
مع ارتفاع وتيرة صخب الحياة وضغوطاتها، يستغل بعض الأشخاص كل فرصة تمنحهم الراحة الجسدية والعقلية، فيكون السرير وجهتهم الأولى في غالبية الوقت ،حيث يلجأون إلى النوم أو الإستلقاء على السرير كنوع من الهروب المتعّمد من المشاكل ، وقد يبقون لمدة يومين مسترخين على السرير ، ومتمتعين بوجبات سريعة كالبيتزا وغيرها أثناء مشاهدتهم التلفاز.
تناول الطعام في السرير
هذه الظاهرة انتشرت بشكل كبيرٍ على مواقع التواصل الإجتماعي حيث يقوم آلاف أشخاص حول العالم بتصوير أنفسهم على السرير وهم بحالة استرخاء تام ،وينشرون هذه المقاطع المصّورة على تيك توك مع هاشتاغ #النوم المتعفن أو ما يُعرف بال Bed Rotting، مما أدّى الى زيادة نسبة الخمول . هذا ما دفع أصحاب الإختصاص من معالجين نفسيين وغيرهم الى قرع ناقوس الخطر، والتحذير من أضرار هذه الظاهرة.
د. جوسلين ساسين فاخوري : أخطار نفسية وجسدية
د. جوسلين فاخوري
موقع نتاج استطلع رأي الإختصاصية في الأمراض الرئوية ومشكلات النوم والإدمان، د. جوسلين ساسين فاخوري حول هذه الظاهرة التي جذبت المراهقين ودفعتهم إلى تجربتها ، معلقّة أن هذه الظواهر خطيرة جداً ، ولها عواقب على الصحة الجسدية والنفسية معاً.
التأثير الجسدي للنوم المتعفّن
من الناحية الجسدية ، تحذر د. فاخوري من التجلطات في الأرجل نتيجة ثبات حركة الدورة الدموية، ومن السمنة والكسل بسبب الجلوس الدائم دون حركة مستمرة. بالإضافة الى عدم انتظام الساعة البيولوجية المسؤولة عن موعد النوم والنهوض منه . فالنوم عملية حيوية مشابهة تماماً للأكل مثلاً. ومن الضروري تكريس ساعات معينة للنوم أثناء الليل تحديداً ،و بخاصة في فترة المراهقة. وتقول : "إنّه مع ضغوطات وتعب الحياة اليومية، يقع الإنسان في فخ الإستسلام لرغبات النوم في أي وقت ، وهذا ما يؤثّر سلباً على انتظام ساعة النوم. فالخضوع لرغبة النوم تُبرّر فقط في حالات المرض والإرهاق، أو في حالة النعاس أثناء القيادة حيث يتّوجب على السائق أخذ قسط من الراحة قبل أن يكمل طريقه. "
النوم وقلّة الحركة
التأثير النفسي للنوم المتعفّن
أما من الناحية النفسية ،وتعليقاً على ترند النوم المتعّفن ، تقول د. فاخوري :"إن التزام الفراش لمدة تدوم بين 24 و48 ساعة يؤدي إلى انفصالنا عن العالم الخارجي ،ما يؤثّر على قدرتنا على التواصل مع الآخرين، فيكون الإكتئاب والحزن والإنغلاق على النفس نتائج طبيعية لممارسة ظاهرة التعفّن في السرير. وفي ظلّ وجودنا في كوكب يسوده العالم الإفتراضي عبر الهواتف ووسائل التواصل الإجتماعي، أصبح عدم التواصل مع الآخرين والإنطواء على أنفسنا، نمط حياة طبيعي عند كل الأفراد بغض النظر عن أعمارهم، وليس بشيءٍ شائك أو يحتاج الى حلّ. " وفي نهاية اللقاء، تختم د. فاخوري تعليقها على هذه الظاهرة، بالقول أن العقل السليم في النوم السليم أيضاً . وينبغي تنظيم ساعات النوم وتكريسها لصحة جيدة وإنتاجية أكبر.