كارولين شبطيني، النّاشطة البيئيّة، واللّبنانيّة الأولى الّتي اقتحمت كتاب غينيس للأرقام القياسية لخمس مرّات على التّوالي، حتّى كان لقب "امرأة غينيس" من نصيبها. ويمكن القول إنّها صنعت من التحديات قوّة، فغدت مثالاً للعديد من النّساء اللّواتي يكافحن بشتّى الطرق لإثبات قدرتهنّ على الإنجاز والنجاح. موقع "نتاج" أجرى مقابلة مع كارولين شبطيني، حيث أخبرتنا عن بداية قصّتها والصّعوبات الّتي واجهتها. بالاضافة إلى مشروعها الحالي الّذي سيبصر النّور قريباً.
كارولين شبطيني
كيف أتتكِ فكرة تحويل عبوات المياه البلاستيكية إلى مشروع ناجح دخل كتاب غينيس للأرقام القياسية؟
في الواقع، القصّة بدأت بمزحة حيث كنتُ ارغب بخسارة الوزن ونصحتني أخصائية التغذية بشرب كميات هائلة من المياه للتنحيف. فبدأت أشرب الكثير من المياه، وبدأت عبوّات المياه البلاستيكية تتراكم من حولي. وكنتُ اتساءل بيني وبين نفسي عمّا يمكن أن أفعل بها لأنّني أعلم أنّها مضرّة للبيئة. تساؤلاتي أخذتني إلى غوغل للبحث غن بعض الافكار، حيث وجدتُ أنّه بامكاني صناعة شجرة ميلاد صغيرة من طبقات البلاستيك. فصنعتُ واحدة لابنتي صوفي، وتفاجأتُ باعجاب النّاس بها. وهذا ما دفعني للبحث أكثر عن الموضوع. فوجدت أنّه بامكاني أيضاً صناعة أكبر شجرة ميلاد في العالم كما فعلت المكسيك. فتشجّعت للقيام بواحدة تحمل البصمة اللّبنانية، وسرعان ما دخلت كتاب غينيس.
تعرّضت للانتقاد من أقرب الناس
ما هي الصعوبات الّتي واجهتكِ في تنفيذ مشاريعكِ؟
الصعوبات الأولى الّتي واجهتها هي عدم إيجاد الرعاية للمشروع، خصوصاً أنّنا في لبنان. وأحياناً لم أكن أملك الرعاية الماديّة لشراء بعض المستلزمات، فكان بعض اللّبنانيين يقدمونها لي من أموالهم الخاصّة. والصعوبات الأسوأ هي الطقس الذي يعترض طريقي في كلّ مشروع سواء في الصيف أو في الشّتاء. فمثلاً مشروع الهلال، الّذي كنتُ أعمل عليه في بلدة مزيارة شمالي لبنان، اضطررتُ لإعادته ثلاث مرّات بسبب الطقس.
هل تلقّيتِ الدّعم الكافي، و ممّن؟
يمكنني القول إنّني لم أتلقّ الدّعم الكافي من شخص معيّن، وإنّما من الناس بشكل عام. بالرّغم من أنّه في بداية رحلتي في هذا المجال تعرّضتُ للانتقاد من اقرب النّاس إلي، إذ كانوا يعتبرون ما أقوم به تفاهة. لكنّني حوّلت ذلك إلى طاقة إيجابيّة. ولا يمكنني أن أنسى السوشيال ميديا الّتي توفّر لي كمّاً هائلاً من الدّعم من اشخاص لا أعرفهم.
حدّثينا عن مشاريعك الخمسة بالتفصيل ؟
أول مشروع لي كان في شهر يناير عام 2019 وهو أكبر شجرة ميلاد بالعالم مصنوعة من 140 ألف عبوة بلاستيكية في منطقة شكا في لبنان ،وبلغ طولها 28.5 أمتار .وقد تمكنت من خلال تنفيذ هذه الشجرة من كسر الرقم المسجل للمكسيك .وفي شهر مايو عام 2020 ،وتزامنًا مع شهر رمضان المبارك أنجزت أكبر هلال مصنوع من 500 ألف قطعة بلاستيكية وكسرت خلاله رقم اليابان. ثم في شهر ديسمبر عام 2020 ،صنعت أكبر علم دولة في العالم، وهو علم لبنان من أدوات بلاستيكية مختلفة أعيد تدويرها.
في شهر مارس من هذا العام حصلت على الجائزة الرابعة في "غينيس" بالتعاون مع شركة سوني في دبي التي أرادت الدخول في الموسوعة، والترويج للعبة البلايستايشن الجديدة horizon forbidden west فاستعانت بي وصنعت أكبر موزاييك للعبة ب 260 مترًا مربعًا مصنوعة أيضًا من قطع بلاستيكية .وقد تمكنت من إنجازها خلال 7 أيام فقط. قمت أيضا ببناء مجسّم الكرة الأرضية ويتضمن 36 علما ودخلت كتاب غينيس من خلال هذا الانجاز .
مشروع الهلال
دخلتِ موسوعة غينيس للأرقام القياسية بمشاريع مختلفة. فما هو المشروع الأقرب إلى قلبكِ من بينها؟ ولماذا؟
مشروع الهلال هو المفضّل لديّ، لأنّني قمتُ به بمفردي دون تلقّي المساعدة من أحد بسبب جائحة كورونا. كما أننّي لم أحصل على أيّ دعم في وقتها ولم يتمكّن أحد من مشاهدته. بالاضافة إلى أنّني أعدتُ بناءه لثلاث مرّاتٍ بسبب الطقس السّيء. هذا المشروع كان بمثابة تحدٍّ لي، ونجحتُ في إثبات نفسي وتغلّبتُ على الظروف الرّاهنة.
امرأة غينيس
كارولين شبطيني مع مجسّم الكرة الارضية
لمن يعود ريع مشاريعكِ؟
أتبرّع لجمعيّة “Kids First” الّتي تُعنى بالأطفال المصابين بالسرطان. وبعد كلّ مشروع ،أقدّم لهم البلاستيك وهم يتصرّفون به.
كيف تحتفلين بعد نجاح كلّ مشروع؟
احتفلُ بنجاحي لوحدي. أحياناً مع بعض النّاس من خلال احتفال بسيط. لكن الاحتفال الحقيقي كان في افريقيا بعد بناء مجسم الكرة الارضية ،لأنّني توسطتُ حشداً هائلاً من النّاس والشخصيات الرسميّة. ولم أكن أحلم بمثل هذا الاحتفال.
لُقّبتِ ب "امرأة غينيس"، فهل هذا اللّقب منحكِ ثقة بالنّفس وحفّزكِ على الاستمرار؟
هذا اللّقب يعني لي كثيراً كامرأة قبل كلّ شيء، لأنّني أعاني كثيراً كامرأة مطلّقة في مجتمع شرقي. وبالطّبع هذا االلقب منحني ثقة بالنّفس. وبفضله تذوّقتُ طعم الانتصار والنّجاح.
لا أتعدّى على حقوق غيري
كارولين شبطيني
هل تعتبرين نفسكِ ناشطة بيئيّة كونكِ تساهمين في الحدّ من التّلوث البيئي من خلال ما تقومين به؟
لا اعتبر نفسي ناشطة بيئيّة فعلاً ولا أتعدّى على حقوق غيري. لكن طالما أني أساهم بالتّخلص من حوالي 5 طن من النفايات من خلال مشاريعي، فربّما أستحقّ هذه الصّفة.
ما هو مشروعكِ الحالي؟ وماذا تخبريننا عنه؟
مشروعي الجديد هو أكبر مجسّم لسلحفاة بحريّة كونها حيوانا مهدّدا بالانقراض بسبب التّلوّث الذي تشهده مياه البحر. هذا المشروع مموّل من AFP الّذين اختاروني شخصيّاً للعمل على بناء هذا المجسم. ويتمّ العمل على المشروع في مدينة طرابلس لتسليط الضّوء عليها. وما يُفرحني في هذا المشروع هو كميّة الدّعم من الجميع خصوصاً طلاّب المدارس.
ما هي رسالتكِ إلى كلّ امرأة تحاول أن تُثبت نفسها في المجتمع؟
أقول إلى كلّ امرأة، أحبّي نفسكِ وثقي بأنكِ قادرة على النّجاح، وإيّاك أن تكترثي لكلام النّاس.