Neetaj

2023-02-21

د. رندا شليطا : "تروما الهزاّت " هكذا تواجهونها !

كاتيا دبغي

لم يعد يخفى على أحد التأثير النفسي الذي تحدثه الهزات الأرضية على سكان المناطق التي تعرضت ولم تزل تتعرض إلى هزّات إرتدادية قوية ، ما يؤدي إلى انتشار حالات الخوف الشديد التي قد تصل إلى مستوى "التروما ". وهو كناية عن صدمة نفسية قوية تتجاوزقدرة الشخص على التحمّل . لذلك ، يعاني معظم الناس وفي كل الأعمار من آثار الصدمة من جرّاء الزلازل والهزّات التي تصيب بعض البلدان مثل تركيا ، سوريا بالدرجة الأولى يليها لبنان ، فلسطين ،الأردن والعراق أي الدول التي شعر سكانها بالهزّات الإرتدادية ، فهربوا إلى الشوارع والساحات العامة بشكل هستيري .موقع نتاج التقى المحلّلة النفسية الدكتورة رندا شليطا للتوعية من تأثير الصدمات النفسية بعد الهزّات الأرضية ، والإضاءة على كيفية التعامل مع هذه الحالات بطريقة سليمة بدءاً من عدم إنكار مشاعر الخوف الشديد الذي ينتاب المرء .

د. رندا شليطا

"التروما " الثانية

تشير د. شليطا إلى أن الخوف هو شعور طبيعي وردة فعل بديهّية إزاء عوامل الخطر المحيطة عادة بحياة كل إنسان ، ولكن هذا الخوف قد يتطور في حالة وجود خطر داهم مثل الحرب أو فقدان شخص عزيز او الإصابة بمرض خطير، وأخيراً ،عامل الزلازل والكوارث الطبيعية . وهذه االعوامل المستجدّة ، تعزّز حالة الهلع و"التروما " الثانية ، ونعني بها التروما التي تصيب الأشخاص للمرّة الثانية في حياتهم ، بعد أن يكونوا قد تعرضّوا للتروما الأولى من جراّء صدمة في مرحلة سابقة . وتأتي التروما الثانية في حالة مماثلة لحدوث الزلازل والهزّات الأرضية . لذا ، ينبغي علاج التروما في المرّة الأولى لتفادي عواقبها الوخيمة في المرّة الثانية .

وتؤكد د. شليطا على أن تأثير هذه الكوارث يختلف بين شخص وآخر ، ففي حين لا يتأثر بها بعض الأفراد ، نجد البعض الآخر يغرق في الخوف والهلع ويفقد القدرة على التركيز والنوم بشكل طبيعي . وفي هذه الحالة تقول د. شليطا : لا يجب أن نعيش حالة إنكار أننا نعاني من التروما من جرّاء الهزّة الأرضية اأو الزلزال ، فالإعتراف بالمشكلة هو أوّل الطريق إلى الحل . ومن الضروري إذا استمرت هذه الحالة لعدّة أيام ، إستشارة طبيب العائلة أوّلاً ، كونه على دراية بملف العائلة الصحي ، ويمكنه وصف بعض المهدئات الضرورية لمرحلة معينة وقصيرة ، كي يتمّكن المصاب من متابعة حياته بصورة طبيعية بالحد الأدنى ."وتنصح د. شليطا باستشارة طبيب نفسي إذا لم ينفع العلاج الموصى به من طبيب العائلة ، ويحدث هذا الأمر عند تطوّر الحالة النفسية لدى المريض دون أن يطرأ أي تحسّن على وضعه .

كيفية التعامل مع الأطفال بعد الهزّات الأرضية

يتأثّر الأطفال بردة فعل أهلهم عند حدوث الهزّات الأرضية ، ومن الضروري أن يسيطر الأهل على خوفهم أمام أولادهم الصغار قدر الإمكان ، لأنّ من شأن ذلك أن يؤثر على حالتهم النفسية ويسبّب لهم نوبات من الهلع الشديد و البكاء .وتشير د. شليطا إلى ضرورة التكّلم مع الطفل وإفهامه الأمر بطريقة علمية ، على أن ذلك لا يعدو كونه ظاهرة طبيعية قد تحدث للأرض في كل أنحاء العالم وليس فقط في منطقتنا أو مدينتنا ، وأنه لا داعي للخوف ، بدليل أنّنا نجونا منها ولم نُصب بأذى . وهذا ما يدعو إلى الإحتفال ولو بطريقة رمزية مع الأطفال ، لكي يشعروا بالإنتصار على الزلزال أو الهزّة الأرضية ، ونعمة البقاء على قيد الحياة .

تجنّب مصادر التهويل

تدعو د. رندا شليطا إلى ضرورة الإبتعاد قدر الإمكان عن مسبّبات حالات الهلع والخوف في هذه المرحلة وأبرزها مواقع التواصل الإجتماعي التي تنشر أخباراً كاذبة بهدف جني الأرباح ، إضافة إلى المبالغة التي تحيط بغالبية التوقعات في مسألة الزلازل والهزّات مما يثير الهلع . لذلك ، ينبغي عدم الإدمان على متابعة البرامج أو الأخبار التي تعتمد على عنصر "التهويل " لاستقطاب المتابعة والمشاهدة . كما أنّه من الضروري التواصل الإجتماعي المباشر بعد الهزّات حيث يلتقي الناس أو سكان الحي الواحد في نقاط التجمّع ويتبادلون الأحاديث أو حتى النكات التي قد تخّفف من وطأة أو هول الحدث .وتختم د. شليطا بالقول أن حياة الإنسان محفوفة بالمخاطر منذ الولادة ، لذلك من الضروري أن نبقى على أتمّ الإستعداد والجهوزية لمواجهة أي طارىء دون الإستسلام لعوامل الخوف والهلع .

تابعوا المزيد : فيديوهات زلازل تركيا

مواضيع ذات صلة

الجزائرية كيليا نمور تسجل فوزاً تاريخياً في أولمبياد باريس 2024