وسط التهويل الإعلامي الكبير الذي يواجهه المتلقي في الدول والبلدان التي تأثرت بالزلزال الأخير الذي وقع في تركيا وسوريا ، وامتدت آثاره إلى الدول المجاورة ، كان لا بد من العودة إلى المرجع في حركة الكواكب ماغي فرح للسؤال عن حقيقة ما يشاع حول احتمال حدوث زلزال في المنطقة خلال اليومين المقبلين ، والاستفسار عن مدى صحة التحليلات في علم الجيولوجيا .
بداية علقّت ماغي فرح على التواريخ التي ُيؤتى على ذكرها في 7 و8 مارس وارتباطها بتوقع حدوث زلزال قائلة :" هناك حركة كواكب متنافرة للغاية تمتد من 7 إلى 9 مارس ناجمة عن وضع فلكي معين ، وقد يؤدي هذا التنافر إلى وقوع كوارث في العالم ليس بالضرورة زلزالاً – كما يجزم البعض – بل قد تكون كوارث طبيعية أو حوادث كبيرة مثل سقوط طائرة او اغتيالات وغيرها . وهذا الوضع الفلكي ليس مستجداً ، أو يحدث للمرة الأولى إذ سبق أن أنذرنا بتنافر أسوأ حدث في العام 2020 ، وتحققّ مع انتشار وباء كورونا وما أحدثه من كوارث في العالم أجمع وليس في منطقة معينّة ."
لا تصدقوا هوغربيتس !
ونسأل ماغي فرح عن توقعات عالم الجيولوجيا الهولندي فرانك هوغربيتس التي تشير أيضاً إلى حركة الكواكب وتأثيرها على الهزّات والزلازل بين 7 و8 مارس ، وتقول :"إن وضع الكواكب قد يشير إلى أزمة أو أي حدث سيء ، ولكن ليس بالضرورة إلى وقوع زلزال . هذا ليس مؤكداً ، والعالم الهولندي نفسه لم تصدق كل التحذيرات التي أطلقها إلا مرّة واحدة .لا أدّعي أنّني أفهم في علم الجيولوجيا ،ولكن ما أعرفه تماما أننا في مرحلة تنافر كواكب دقيقة وحرجة للغاية وتنذر بوقوع كوارث كبرى ."
مرحلة دقيقة بين مارس ويونيو
وتشير ماغي فرح في حديثها ل "نتاج " أنّ هذا التنافرفي حركة الكواكب ، ستستمر تأثيراته السلبية لغاية شهر يونيومن هذا العام ، حيث تعتبر الفترة الفاصلة بين مارس ويونيو فترة حرجة عالمياً على مختلف الأصعدة . وبدءاً من شهر مايو من العام الحالي ،ستخف تدريجياً هذه التأثيرات وسنشهد انفراجات . ولكن ، الخروج من الأزمات بشكل كبير لن يكون قبل نهاية العام 2024 ، حيث سنلمس بداية حلول لمختلف هذه الأزمات .
لا داعي للتهويل
ونتطرق مع ماغي فرح بصفتها الإعلامية قبل الفلكية، إلى مدى التهويل الذي نشهده في هذه المرحلة ، وبخاصة من قبل معظم وسائل الإعلام التي تعتمد على العناوين المروعة لرفع نسب الزيارة والمشاهدة عبر منصاتها ، مما يساهم في خلق بلبلة وتشّوش كبيرين لدى المتلقي ، وتعلقّ قائلة : لا داعي لكل هذا التهويل المفتعل لرفع وزيادة " الرايتينغ " وتحقيق الأرباح . باتت اللعبة واضحة ولا ضرورة لشرحها ،لا أحد يستطيع التنبؤ بحدوث زلزال في منطقة معينّة .أدعو وسائل الإعلام إلى التخفيف من هذا التهويل النفسي وعدم تخويف الناس ."
وأسألها ايضاّ من منطلق إعلامي : "لو كنت صاحبة وسيلة إعلامية ، ما هو العنوان الذي تطمئنين من خلاله الناس في هذه المرحلة التي تكثر فيها الشائعات والأكاذيب" ؟ وتجيب :"التهويل الحالي لا يمت إلى الحقيقة بصلة ولا أحد بإمكانه التنبؤ بالزلازل ".
واستغربت ماغي فرح ما يشاع على أنّ زلزالاً مدمّراً سيحدث في مدينة اسطنبول في الفترة المقبلة مشيرة إلى انّ لا معطيات فلكية محدّدة بهذا الخصوص ، وأنّ التحذيرات بهذا الخصوص تندرج أيضاً في خانة التهويل .أمّا عن ردة فعلها في الهزّتين الأخيرتين اللتين شعر بهما اللبنانيون ، فتختم قائلة :" لم أخف لأنني أقيم في مبنى مقاوم للزلازل .ولم أشعر بالهلع ، وبخاصة أنّنا اختبرنا وعايشنا مرحلة أكثر سوءاً مع وباء كورونا الذي قضى على الملايين حول العالم ."