2024-06-25
منارة جديدة في عالم الفن والطبيعة: إفتتاح متحف سلوى روضة شقير في رأس المتن
يحتفل عالم الفن بإضافةٍ رائعة مع إفتتاح متحف سلوى روضة شقير، تكريمًا لفنانةٍ تُعتبَرُ من فناني الحداثة الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط. وليس هذا المتحف، الذي يقع على بعد أقل من ساعة من بيروت، مجرّد موقع يحتوي على الأعمال الفنيّة فحسب، بل هو أيضاً مثال حيّ على التكامل المتناغم للإبداع البشري المتمازج مع البيئة الطبيعيّة.
وُلدت سلوى روضة شقير، الرائدة في عالم الفن الحديث، في بيروت عام 1916. وإنتقلت إلى باريس في العام 1948 حيث درست مع فرناند ليجي (Fernand Léger) وأدّت دورّا محوريًا في إنشاء مشغل "Atelier de l’Art Abstrait" بقيادة إدغار بيليي (Edgard Pillet) وجان ديوان (Jean Dewasne). وكانت من بين أوائل الفنانين العرب الذين عرضوا أعمالهم في صالون "Réalités Nouvelles" في العالم 1951، لتصبح بذلك شخصية مهمّة في حركة الفن العالمي الحديث. وتشكل أعملها حالياً جزءاً من المجموعات الدائمة في أهمّ المتاحف العالمية.
تمزج أعمال سلوى روضة شقير ما بين التجريد الغربي والجماليات الإسلاميّة، متأثّرة بشدّة باهتماماتها بالعلوم وفنّ العمارة والرياضيات والشعر العربي. وهي إشتهرت بشكلٍ خاص بدمجت مبادىء الرياضيات للفن الإسلامي مع الأشكال التجريدية الحديثة، خالقةً بذلك فنًّا فريدًا يتردّد صداه مع الانضباط الفكري من جهة والجمال الشاعري من جهة أخرى. وغالبًا ما تعكس منحوتاتها مفهوم اللانهاية والترابط بين الأشكال المستوحاة من الفلسفة الصوفية والشعر العربي.

الاحتفال بالذكرى 108 لعيد سلوى روضة شقير

إفتُتِحَ متحف سلوى روضة شقير في 24 حزيران، التاريخ الذي صادف ذكرى عيد ميلادها اﻟثامن بعد المائة. ويشجع هذا المتحف زائريه على الغوص في عالم هذه الفنانة التجريدية الرائدة والتعرف إلى روحها المبتكِرة وتأثيرها الكبير على الفن الحديث. ويستطيع الزوار أثناء تجوالهم في المتحف وحديقة المنحوتات التابعة له أن يستمتعوا بأعمال الفنانة ويقدّروا التناغم بين أعمالها الفنية والطبيعة التي تحيط بها. كما أنّهم سيختبرون التأثير المستمّر لفنّ سلوى روضة شقير ومكانتها في النطاق الأوسع لتاريخ الفنّ.
تخلّل حفل الافتتاح كلمة لابنة الفنانة ورئيسة مؤسسة سلوى روضة شقير، هلا شقير، قالت فيها إنّه "على الرغم من أنّها وُلدَت وترعرعت في بيروت، لطالما كانت والدتي مسحورة بشفافية غابة الصنوبر. وعندما زارت الموقع هذا، حيث نقف اليوم، كانت الأشجار والنباتات والصخور مصدر إلهام دفعها مباشرةً للتخطيط لمشروعٍ يُقام في هذا المكان. وها نحن اليوم، بعد سنواتٍ عديدة، نقوم بافتتاح متحفٍ على هذه الأرض نفسها ممّا سيسمح للأجيال القادمة بتقدير فنّ والدتي والتمتّع به."
إنّ هذه المؤسسة التي تحمي وتُروّج إرث الفنانة الغني، خلقت مساحةً لا تكتفي بعرض المجموعة الفنيّة الواسعة لسلوى روضة شقير فحسب بل تعرض أيضًا أرشيفاتها الشخصيّة التي تعكس أفكاراً ورؤى لا تقدّر بثمنٍ حول فكر الفنانة وتطوّرها الفني والسياقات الثقافية والتاريخيّة التي أثرّت على عملها.

مجموعة غنيّة ومتنوّعة

يضمّ المتحف 600 عمل فنيّ تقريبًا، 500 منها معروضًا، وتعكس استخدام الفنانة للمواد المتنوّعة كالطين والخشب والحجر والألياف الزجاجيّة والنحاس والبرونز والألمنيوم والـ plexiglassوالفولاذ المقاوم للصدأ. وتتضمّن المجموعة أيضًا تصاميمها المبتكرة من الأثاث والسجاد والأطباق والمجوهرات، تأكيدًا على إيمانها بضرورة مزج الفن بالحياة اليوميّة.
صمّم المهندس المعماري اللبناني الشهير كريم بكداش متحف سلوى روضة شقير بتصميمٍ يعكس تحفة من الحداثة والوعي البيئي. فكانت رؤية المهندس بكداش تتماشى تمامًا مع التضاريس الطبيعيّة للبيئة المحيطة ويبدو الهيكل وكأنّه يطفو فوق الطبيعة حارسًا الغطاء النباتي. يقع المبنى بين أشجار الصنوبر مؤثرًا بالكاد على المناظر الطبيعيّة كأنّه احتفال حقيقي بفلسفة سلوى روضة شقير بأنّ على الفنّ أن يكون جزءًا من الحياة اليوميّة.
وأضافت هلا شقير خلال الافتتاح "آمل أن يسترجع هذا البلد مكانته كالقلب النابض للابتكار وذلك بجهود الكثير من اللبنانيين الذين يعملون على جبهات عديدة وبالتعاون مع العديد من المؤسسات للحفاظ على تراثنا وتعزيز فنّنا وثقافتنا. كما آمل أن يؤدي هذا المتحف الصغير الذي نفتتحه اليوم دورًا في هذا الهدف الذي نسعى له."
ملاحظة : سيكون المتحف مفتوحًا للزوّار عن طريق الحجز مُسبقًا فحسب.


مفاتيح
لبنان
ثقافة وفنون
مواضيع ذات صلة
جمانة حدّاد في "وصايا شهرزاد الأخيرة " ودعوة إلى التحرر
"كلّو مسموح" تُعيد كارول سماحة إلى المسرح في عمل غنائي إستعراضي
مسرحية "خيال صحرا" بين سقف التوقعات وأرض الواقع
جورج خباز وعادل كرم في حوار مفتوح حول مسرحيتهما "خيال صحرا "
"دي جان آرت" تقدم معرض حول"إعادة تصوير الذات" Digital Me
ناديا تلحوق عساف تتبرع بوثيقة تاريخيّة لأرشيف الجامعة الأمريكيّة في بيروت
بسام شليطا يحلق بموسيقاه بين الشرق والغرب في حفل Fantasy Of A Pianist
"شو يا قشطة " كرسي اعتراف لضحايا التحرش الجنسي
إطلاق مهرجانات البترون الدولية لصيف 2024 وهؤلاء هم أبرز نجومها
"قاديشا" KDSHA: حدث سنوي في "فيلا شمعون" للاحتفال بالفن والتراث
سمية ولبنان بعلبكي توأم الإبداع في مئوية أم كلثوم
جورج خبّاز وعادل كرم يطرحان الإعلان الرسمي للكوميديا المسرحية "خيال صحرا"
نانسي عجرم نجمة مهرجانات بيبلوس الدولية لصيف 2024
"فصول من يوميات الأزمنة الراهنة" معرض يختصرمسيرة نديم كرم
بيتي توتل تعود بمسرحية Mono Pause
فريد وماهر الصباغ في إبداع جديد "مش بس عالميلاد"
"داعش والقاعدة وصراعهما في الساحل الافريقي": أوّل إصدار لميساء عبد الخالق
إصدارات أدبيّة وروائيّة قريباً في دار هاشيت أنطوان/نوفل
محمد القرقاوي: "نوابغ العرب" تجّسد إيمان محمد بن راشد بالقدرات العربية
رواية إمرأتان لريما سعد في قراءة ممسرحة
كركلا يقيم جسراً من الأجساد الراقصة بين فينيقيا والقرية اللبنانية
كاتبة جزائرية تشغل العالم بروايتها الأولى وتتفوّق على الأمير هاري
فابيانو ميلاني الرسام الذي أدهش العالم بهذه اللوحات
مهدي فنيش كاتب لبناني يتصدّر الصحافة الأميركية