أﻣﺴﻴﺔ أﻣﻞ وﺗﻨﺎﻏﻢ: ﺣﻔﻞ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻳﻜّﺮم وﺣﺪة ﻟﺒﻨﺎن
في خضم عام مليء بالتحديات احتضنت كاتدرائية القديسين غريغوريوس المنور والياس النبي للأرمن الكاثوليك يوم الأربعاء 18 كانون الأول حفلاً موسيقيا تاريخيا احتفاء بالإرث والأمل بتنظيم مشترك مع الرابطة السريانية والمكتب العام لزوفيكيات .الحفل خصص لتكريم أبطال الصفوف الأمامية في الحرب الأخيرة في لبنان، الذين مثلوا أسمى معاني الإنسانية والتفاني العميق في سبيل السلام. شمل التكريم الأطباء الممرضين والممرضات المسعفين، الصحفيون. الدفاع المدني الجيش اللبناني، وطيران الشرق الأوسط الميدل إيست). قال السيد حبيب إفرام، رئيس الرابطة السريانية، في كلمته الافتتاحية: "من هذه الكاتدرائية الأرمنية المباركة قداسة، قرب ذلك الجامع الشامخ، من قلب بيروت الصامدة تشهد للحريات للتنوع لكرامة كل إنسان."

الموسيقى التي تسمو بالروح من خلال العطاء

برعاية وإنتاج سيدة الأعمال وفاعلة الخير لين زوفيكيان، أدار الحفل كل من السوبرانو العالمية الحائزة على جوائز ماريا مطر، وعازف البيانو وقائد الأوركسترا والخبير الموسيقي البارز الدكتور أرمين كيتشيك، وقائد كورال الفيحاء الوطني المايسترو باركيف تسلاكيان، الذين أبدعوا جميعًا في تقديم عروضهم خلال الحفل، وأحيت الأمسية النسخة الثانية من مبادرة "إعطاء صوت الموسيقى الخيرية التي أطلقتها لين زوفيكيان والمكتب العام لزوفيكيان في عام 2023. تهدف هذه المبادرة الخيرية إلى الارتقاء بالموسيقيين وإلهام المجتمع من خلال توحيد المجتمعات المختلفة عبر قوة الثقافة وتأثيرها التحويلي.
أوضح المايسترو باركيف تسلاكيان: في أوقات الأزمات، تصبح الموسيقى ملاذنا ؛ لغة غير منطوقة تشفي جروحًا لا تصل إليها الكلمات. هي الخيط الذي ينسج القلوب معا، فيذيب الفواصل ويمد جسورا تتجاوز الاختلافات"
وأضاف الدكتور أرمين كيتشيك قائلاً : " هذه رسالة مهمة لجميع اللبنانيين وإلى كل من يهتم بمصير هذا الوطن الجميل ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها."

كاتدرائية في وسط بيروت تتحول إلى ملاذ للوحدة

تحت رعاية وبركة غبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاتوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك فتحت كاتدرائية الأرمن الكاثوليك أبوابها لاستقبال حشد كامل من اللبنانيين والمقيمين من مختلف الأطياف. وتحتفل الكاتدرائية هذا العام بمرور 65 عامًا على افتتاحها أمام الناس. كرمز للوحدة الوطنية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، بفضل موقعها الحساس على الخط الأخضر، يتم هذا الشهر تسجيل الكاتدرائية رسميا كمعلم سياحي وطني على السجل الوطني للبنان.
صرح الأب رافي أوهانيان قائلا: هذه الكاتدرائية ملك لجميع اللبنانيين، وكان شرها لنا أن نرحب بموسيقيينا وجمهورنا في هذا الحدث الملهم".
قدم موسيقيون يمثلون مجتمعات من مختلف أنحاء البلاد عروضهم من على خشبة المسرح المذهلة للكنيسة ومذبحها. كما كان للأطفال والموسيقيين من ذوي الاحتياجات الخاصة حضور مميز وملهم نال إعجاب الموجودين.

العروض العالمية الأولى تتصدر المشهد

تميز البرنامج بمزيج غامر من التراث والموسيقى الفولكلورية اللبنانية والمشرقية، إلى جانب ألحان روحية وملهمة تليق بمناسبة تبعث الإلهام في نفوس حضور متنوع من كافة أرجاء البلاد. في أمسية شهدت عروضا عالمية أولى، قدم عازف العود زياد الأحمدية لأول مرة مقطوعته لما العتمة بمشاركة كورال الفيحاء الوطني، كما أدت ماريا مطر أغنية «آفي ماريا لفرانز شوبرت باللغة العربية ترافقها الموسيقية ناديرا سماحة التي عبرت عن الأغنية بلغة الإشارة العربية، ممثلة مجتمع الصم.
أبدع الشاعر الشاب إيوان غرز الدين من الشوف في تقديم قصيدة رجل خاصة بهذه الأمسية بعنوان لبنان يا بسمة وطن بالعيد ، مسلطا الضوء على من الزجل، الذي يُعد جزءا متفردا من التراث الثقافي غير المادي للبنان والمسجل ضمن قائمة اليونسكو. كما أدت السوبرانو السريانية بولين يزبك، التي فقدت القدرة على المشي بسبب إصابتها بشلل الأطفال في طفولتها، أغنية شلوم ليخ مريم السلام عليك يا مريم باللغة الآرامية وباللهجة السريانية. 
تحوّل الحفل إلى منصة للحوار بين الأديان والتبادل الثقافي، حيث أبدع كورال الفيحاء الوطني في تقديم عرضين موسيقيين يحتفيان بالتقاليد الإسلامية: "الله القدوس"، من توزيع إدوارد توريكيان وأداء منفرد من نادر مشد. و«مولاي» من ألحان بليغ حمدي وأداء المغني المنفرد عمر الحاج.
بعد انتهاء العرضين، صعدت زوفيكيان مجددا إلى المسرح وقالت بتأثر : أود أن أتوقف للحظة لأعبر عن مدى ندرة الفرصة للاحتفاء بالتعايش في أسمى صوره الإنسانية. نحن اليوم في لبنان، حيث لربما أصبح من الصعب التوصل إلى عروض كهذه. ومع ذلك، أشعر بفخر عميق لأن كنيسة عائلتي اختارت أن تكون رائدة في هذا النهج الخاص، من خلال احتضان هذا العمل الموسيقي الفريد وهذا التراث العريق على خشبة هذا المسرح.
حظي الحفل بتقدير عميق من الحضور. وفي تعليق له بعد انتهاء الحفل، قال إبراهيم منيمنة، عضو البرلمان اللبناني: "كانت أمسية ساحرة امتزجت فيها الموسيقى بالأدعية الصوفية تحت سقف كاتدرائية القديسين غريغوريوس المنوّر والياس النبي للأرمن الكاثوليك، في قلب عاصمة التعايش بيروت. أعادت هذه الأمسية بريق المدينة الثقافي وعمقها الحضاري بعد أيام مظلمة وصعبة مرت بها بلادنا. "
شارك خريجو حضانة "Dent de Lait" في أداء مؤثر للأغنية الشهيرة "لبيروت"، برفقة الشريكة المؤسسة للحضانة وخبيرة تنمية الطفولة المبكرة لميس جوجو ومدرب الصوت طوني البايع مستحضرين روح الإبداع الذي خلدته أيقونة لبنان فيروز.
أكدت لين زوفيكيان في كلمتها الافتتاحية أن الأمل هو الوطن"، وفي ختام الحفل، أضافت قائلة: "كان هذا إنجارًا تاريخيا بتكاتفنا كزملاء وأصدقاء، نجحنا في تقديم تجربة تجسد روح لبنان الذي تحبه. فبصمة إبداع المشاركين وعملهم الدؤوب ستظل خالدة على مر الزمن."
مواضيع ذات صلة
جمانة حدّاد في "وصايا شهرزاد الأخيرة " ودعوة إلى التحرر
"كلّو مسموح" تُعيد كارول سماحة إلى المسرح في عمل غنائي إستعراضي
مسرحية "خيال صحرا" بين سقف التوقعات وأرض الواقع
جورج خباز وعادل كرم في حوار مفتوح حول مسرحيتهما "خيال صحرا "
"دي جان آرت" تقدم معرض حول"إعادة تصوير الذات" Digital Me
ناديا تلحوق عساف تتبرع بوثيقة تاريخيّة لأرشيف الجامعة الأمريكيّة في بيروت
منارة جديدة في عالم الفن والطبيعة: إفتتاح متحف سلوى روضة شقير في رأس المتن
بسام شليطا يحلق بموسيقاه بين الشرق والغرب في حفل Fantasy Of A Pianist
"شو يا قشطة " كرسي اعتراف لضحايا التحرش الجنسي
إطلاق مهرجانات البترون الدولية لصيف 2024 وهؤلاء هم أبرز نجومها
"قاديشا" KDSHA: حدث سنوي في "فيلا شمعون" للاحتفال بالفن والتراث
سمية ولبنان بعلبكي توأم الإبداع في مئوية أم كلثوم
جورج خبّاز وعادل كرم يطرحان الإعلان الرسمي للكوميديا المسرحية "خيال صحرا"
نانسي عجرم نجمة مهرجانات بيبلوس الدولية لصيف 2024
"فصول من يوميات الأزمنة الراهنة" معرض يختصرمسيرة نديم كرم
بيتي توتل تعود بمسرحية Mono Pause
فريد وماهر الصباغ في إبداع جديد "مش بس عالميلاد"
"داعش والقاعدة وصراعهما في الساحل الافريقي": أوّل إصدار لميساء عبد الخالق
إصدارات أدبيّة وروائيّة قريباً في دار هاشيت أنطوان/نوفل
محمد القرقاوي: "نوابغ العرب" تجّسد إيمان محمد بن راشد بالقدرات العربية
رواية إمرأتان لريما سعد في قراءة ممسرحة
كركلا يقيم جسراً من الأجساد الراقصة بين فينيقيا والقرية اللبنانية
كاتبة جزائرية تشغل العالم بروايتها الأولى وتتفوّق على الأمير هاري
فابيانو ميلاني الرسام الذي أدهش العالم بهذه اللوحات
مهدي فنيش كاتب لبناني يتصدّر الصحافة الأميركية