Neetaj

إلى عالم إسبانيا الساحر، وساحات قرطبة وسماء غرناطة سافرنا مع الموسيقي وعازف البيانو بسام شليطا خلال ساعة ونصف في رحلة حلم الى الاندلس عبر مسرح كازينو لبنان حيث انطلقت رحلة "فانتازيا الأندلس" في أمسية فنية على إيقاع الموسيقى والغناء والرقص ، ليحلّق الجمهور في فضاءات ملونة تشبه وشاح راقصة الفلامنكو المزخرف . جميلة هذه الخلطة التي قدمها بسام شليطا مدركاً وقعها على الحضور المتذوق للفنون الشرقية المطعّمة بنكهات أندلسية، فيها من الصخب والشغب ما يحّول المسرح إلى ساحة مبارزة فنية بين راقصة إسبانية تقرع الأرض وتضرب بقدميها الخشبة كالصنوج ، ومغنية كخمرة معتّقة تروي قصصاً من إرث إسبانيا ، قد لا يفهم الجمهور لغتها ولكن الإحساس العالي للمغنية يتخطى حاجز اللغة ليدخل إلى القلب ويملأ المخيلة بالحنين دون أن نعي لمن وكيف عبرت بنا هذه المغنية بحشرجة صوتها إلى شطوط بعيدة . هذه الشطوط التي حملتنا إليها فرقة إسبانية بقيادة مايسترو لبناني لنحار على أية ضفة نرسو بين النوستالجيا والفانتازيا .

ويأتي عازف الكلارينيت الروماني ريلو بلقان الذي عرف مكانته لدى الجمهور اللبناني منذ ان رافق بسام شليطا في حفله الموسيقي في العام الماضي ، وأراد أن "يتدلل" عليه بإيقاعات شرقية عربية ليولع المسرح لدى عزفه "زوروني كل سنة مرة " ونطالبه بأن يصبح من أهل الدار لما فيه من سمات تشبه الشرقيين والعرب خاصة. ويكتمل المشهد مع غناء سيرينا الشوفي لتتجلى روعة الحفل بكل طقوسه وفقراته . يجنح بسام شليطا في عرضه بين العازف الهائم في عشق الموسيقى والمصفّق المتحمس لرفاقه في رحلة الحلم ، يتلمس في عيون الحضور نجاح هذه الفانتازيا ،مدركاً في العمق أنه سيد هذه الخلطة الجميلة ،وصانعها الذي عرف جيداً كيف ينقل سحر إسبانيا إلى قلب لبنان . قدمّت الحفل الإعلامية مي زيادة كما رافق مازن كيوان الرحلة الأندلسية بشخصية الراوي بعد أن عرفناه كراقص متمرس ليكشف عن مفاجأة بأبعاد مسرحية .