خطوة جريئة وفريدة لبعض المؤسسات والشركات في لبنان تهدف إلى التركيز على صحة الموظف النفسية لتحسين المزاج وبالتالي زيادة الانتاجية .بعد كل ما أحاط في لبنان من مشكلات اقتصادية، أمنية، سياسية وصحية، وكأنه لم تكف جائحة كورونا، بل تبعتها مشكلة نقص الأدوية وبعض العراقيل التي اجتاحت المستشفيات ، وما أصاب المجتمع اللبناني بعد كارثة انفجار 4 آب، أصبح من الضرورة، أن تعمد الشركات إلى التركيز على تفعيل قدرات الموظفين على تحمّل مثل هذه الصعاب التي تؤثّر على الصعيد الشخصي أو المهني على مدى انتاجية الفرد.
تجدر الإشارة إلى إن المخاوف المتعلقة بالصحة العقلية للموظف بشكل عام ، قد وصلت إلى أعلى مستوياتها ليس فقط محلياً، بل عالمياً، وذلك وفقاً لمجموعة من الأبحاث والتقارير الدولية، حيث تمّ الاستنتاج بأن 9 من كل 10 موظفين يعيشون تحت تأثير القلق والخوف. والقصّة ليست حديثة، فمنذ ظهور فيروس كورونا (COVID-19)، لاحظت إدارة الموارد البشرية للشركات العالمية، كيف يؤثر سوء الصحة العقلية للموظفين على مكان العمل وبالتالي الانتاجية.
من هنا، قررت بعض المؤسسات والشركات المرموقة في لبنان الاتجاه إلى الاستثمار في التدريب على توعية الصحة النفسية والعقلية للموظفين، لما يعود بفوائد كبيرة لكل من الموظفين وأصحاب العمل على حدّ سواء، مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية والرضا الوظيفي بشكل عام.
خطوات إيجابية لتحسين الصحة النفسية
ومن اللافت تسليط الضوء اليوم، على الخطوة الإيجابية والفعّالة التي قام بها طاقم عمل أوتيل جيفينور روتانا، وروتانا أرجان، إضافة إلى قسم من فريق عمل شركة هول مد غروب HOLMED GROUP، الذين أدركوا أهمية تقديم التدريب على التوعية النفسية، الذي يساعد على تثقيف الموظفين حول كيفية التعرف على مشكلاتهم النفسية، مثل التوتر، الاكتئاب، الضغط اليومي وكيفية التعامل معها بفعالية.
وتم الإستعانة بفريق متخصص ضمّ امدرّبة الحياة والاختصاصية في عالم الصحة النفسية الحائزة على مجموعة من الشهادات العالمية في مجال التدريب والاستشارات "منال سعادة"، ومدرّبة الحياة وأخصّائية الصّحة النفسية الحائزة على ماجستير في إدارة أعمال المراكز الصحيّة "نور بو شقرا"، ومدربة الحياة والاخصائية في العلاج السلوكي المعرفي والمجازة في الإدارة والتسويق "داليا الفقيه"، بمشاركة مدربة الحياة وأخصائية علاج الصحة النفسية "رباب جزّيني"، اللاتي قمن بتقديم عدة دورات تدريبية فعّالة للموظفين، لتزويدهم باستراتيجيات وأدوات التكيّف التي يمكنهم استخدامها في حياتهم اليومية لإدارة صحتهم النفسية. الأمر الذي يتيح المجال لخلق بيئة عمل هادئة يكللها التعاون والتفاهم بين فرقاء العمل ، حيث يتم إعطاء الأولوية للرفاهية العقلية والنفسية وتقديرها من قبل الجميع في العمل.
تشجيع ثقافة التواصل
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت "منال سعادة" بأنه من أهم الخطوات التي تمّ تحقيقها بعد تلك التدريبات هو تشجيع ثقافة التواصل المفتوح بين زملاء العمل، مما يؤدي إلى تحسين العلاقات فيما بينهم، الأمر الذي يمكن أن تكون له آثاراً إيجابية على مستويات الإنتاجية في المؤسسة. فمع تزايد الأبحاث حول هذا الموضوع عالمياً، تمّ الاستنتاج أن الشركات التي تعطي الأولوية للرفاهية النفسية ،من المرجح أن تشهد زيادة في الإيرادات بسبب ارتفاع مستويات المشاركة وحسن المعاملة بين الموظفين.
في نهاية المطاف، يعدّ الاستثمار في التدريب على التوعية بالصحة العقلية والنفسية للموظفين خطوة مهمة نحو إنشاء أماكن عمل أكثر صحة وهدوءاً وإيجابية، مما يؤدي ليس فقط إلى نتائج أفضل للموظفين الأفراد ولكن أيضًا إلى نجاح أكبر لجميع الشركات المعنية !