أدريانا الحاج
2023-03-22
أدريانا الحاج فنانة تُطوّع لغة الجداريّات لتروي قصص الجمال
سناء صعب قطّان
أدريانا الحاج فنانة تشكيلية ومهندسة ديكور تحوّل شغفها في عالم الرسم والفنون إلى جداريات تنفذّها بريشة مبدعة ، وتنثر من خلالها دفقاً من اللون والحركة تضفي على المكان جمالية وحيوية . نالت جوائز عدّة وشاركت في معارض عالمية ،ودمجت بين الرسم
والموضة في تجربة معاصرة معبّرة عن الواقع .وفي لقائنا مع أدريانا الحاج تعرّفنا أكثر إلى فن الجداريات والريشة التي تقف وراءه.
أنت فنانة تشكيلة ومهندسة ديكور،كيف تدمجين بين الهندسة والرسم ؟
أعتبر أن معظم أنواع الفنون تلتقي عند نقاط مشتركة، وبخاصة الرسم والهندسة . هذان النوعان من الفنون يلتقيان ويتكاملان، الرسم يحيي الأماكن ويجمّلها ، لذلك، لا يمكن أن أتخّيل منزلاً دون لوحة أو جدارية . أذكر في بداية أعمالي الهندسية، أنني كنت دائماً أصّر على حضور الجداريات في المنازل التي أصممّها ، حيث كانت سابقا محصورة في القصور والمساحات الكبيرة، وسرعان ما دخلت هذه التقنية بيوتاً كثيرة ، رغم اختلاف مساحات المنازل .
ما هي الإضافة التي تشّكلها الجداريات على التصميم الداخلي. وكيف تطّوعينها لتعكس شخصية أصحاب المنزل؟
الجداريات فنّ قائم ذاته، وكما أنّ اللوحة تعطي حياة للمكان ، كذلك الجداريات ،إضافة إلى المساحة التي يضفيها حضور الجداريات على المنزل.رسومات كثيرة نفّذتها في منازل شعرت معها أنني حقاً أمام مناظر طبيعية، لأننّي من خلال هذه الجداريات أساهم في إدخال عنصر الطبيعة اإلى المنزل، وأحاول من خلال عملي في الجداريات أن أفهم رغبة المالكين لكي تعكس رسوماتي أذواقهم ،عكس ما أقدمه في معارضي الخاصّة التي تصّور رغباتي وتطلعاتي.
هل يشّكل رسم الجداريات صعوبة لك كامرأة، كونه يتطلب جهداً جسدياً؟
أنا من مدرسة تؤمن بأن لاشيء صعب على المرأة . لا شك في أنّ رسم الجداريات يتطلّب جهداً مضاعفاً، بخاصّة الرسم على المرتفعات حيث قد أقف أحياناً لساعات طويلة . كلّ هذا يتطلب بنية متينة وقوة جسدية .لكن كلّ هذه الصعوبات أعتبرها شغفاً، ومن أكثر ما أحبّه في مهنتي.
ما هو الفارق بين فنّ الجداريات وورق الجدران بطبعاته الحديثة التي تحاكي فنّ الرسم؟
لا أستطيع المقارنة بين الرسم الجداري وورق الجدران، لأنّ هذا الأخير هو من الأكسسوارات التي يمكن أن تكون ضمن ديكورالمنزل، ولكنّي لا استطيع ان أضعه في المصاف نفسه مع رسم الجداريات.الجدار المرسوم بريشة فنّان يشكل جماليّة مميّزة تتوارثها الأجيال ، وهذا ما لا ينسحب على ورق الجدران.

محترف خاص

ماذا تخبريننا عن احترافك تعليم فنون الرسم، وهل هناك إقبال عليه من الجيل الجديد ؟
تنميتي موهبة الرسم كانت على يد الأستاذ والفنّان التشكيلي حيدر الحموي، الذي تعلمت منه الكثير، لذلك لم أسمح لمهنتي أن تسرقني من دون أن أترك مساحة صغيرة للتعليم... كما أنّي اعتبرأنّه على الفنّان أن تكون لديه الجرأة لأن ينقل أفكاره الى طلاب لم يزالوا في بداية مسيرتهم الفنية. لذلك كان محترفي "المحترف الخاص بالمبدعين" من ضمن أهدافي الكبيرة.مع الإشارة إلى أنّ في محترفي طلاب بعمر الثلاث سنوات يحبون هذا الفن ، كما أنّ هنالك أشخاص بالعقد السبعين .
   ما هي محطات النجاح التي تفاخرين بها في حياتك، علماً بأنّك نلت جوائز عدة؟
كل مرة كُرّمت باسم لبنان كان إنجازاً لي. نلت أكثر من جائزة في أكثر من معرض دولي، وهذه جميعها محطات لها معنى كبير في حياتي، ولكن هنالك عبارة لا أنساها قالها لي الممثل والفنان الراحل نور الشريف في مصر، عندما زارني في معرض وقال لي " أنت فنانة خطيرة"، أحسست كم هو جميل عندما يدعم فنّان فنّاناً آخر.

الدمج بين الموضة والرسم

ماذا عن تجربة الدمج بين الرسم والموضة، من خلال تعاونك، في بعض الأحيان، مع مصمّمي أزياء ؟
أريد أن أشكر هنا شقيقتي اليان التي كانت صاحبة الفكرة في الدمج بين الرسم والموضة، وهي التي جمعت بين العمل الذي أقدمه كرسامة والعمل الذي يقوم به مصمم الأزياء نجا سعاده . وقدمنا أكثر من تجربة ، أذكر على سبيل المثال ، الفستان الذي ارتدته الممثلة ستيفاني صليبا. وفستاناً آخر، يحمل في داخلي الكثير من الأحاسيس لأنني أثناء تنفيذه شعرت بالوجع، بكيت، كما كل مواطن لبناني، على بيروت وعلى ما حلّ بها من ظلم ودمار... وفضلاً عن التعاون مع نجا سعادة وفريق العمل تعاونت معنا الإعلامية رابعة الزيات وارتدت هذا الفستان، ودعمت قناة "الجديد" الفكرة والحملة والمزاد العلني الذي أجري على الفستان. وكان ريعه لصالح ضحايا تفجير بيروت!
هل يمكن تنفيذ الجداريات في كل غرف المنزل، أم تفضلين عدم الإكثار منها واختيار مكان محدّد؟
لا قواعد في العمل الفني، وهو رهن الاسلوب الذي صُمّم على أساسه أي منزل، وما يرغب به مالكه. على سبيل المثال، هنالك منازل انتهى العمل بها تشبه المتحف ، و منازل لا توجد فيها إلاّ جدارية واحدة.
أي جدارية هي الأحب إلى قلبك؟
الجواب صعب لأن كلّ لوحة عند الانتهاء منها تصبح الأحب الى قلبي . كل لوحة هي جزء مني وفي لحظة الانتهاء منها تنسلخ عني. لذلك لا أفضّل لوحة أكثر من أخرى، لكنني أتحّرر قدر المستطاع من المشاعر التي تولد معي تجاهها كي أستطيع الانسلاخ عنها.

مفاتيح
ديكور
لبنان
مواضيع ذات صلة