قاد الاكتشاف الجديد لنبيذ عمره 5000 عام في مقبرة مصرية قديمة علماء الآثار إلى نتيجة مفاجئة، إذ يُعتقد أن المقبرة التي تقع في وسط مصر قد تكون المثوى الأخير لملكة مصر المنسية ميريث نيث Meryt-Neith. وكان زوجها الملك دجيت وابنها الملك دان من حكام الأسرة الملكية الأولى في مصر القديمة ، وتشير الحفريات التي أجريت أخيراً إلى أنّها ربما كانت أوّل حاكمة لمصر القديمة ، رغم وجود بعض التشكيك بهذه النظرية ، لآن الزوجات والبنات في ذلك الحين لم يكن يحظين بالخلافة الملكية .أمّا إذا كان هذا صحيحًا، فإنه سيجعلها أول حاكمة لمصر القديمة.تمّ اكتشاف الكثير من أغراض الملكة داخل المقبرة إلى جانب مئات من جرار النبيذ المختومة . وتشير الأبحاث إلى أن ميريت نيث كانت شخصية مؤثرة تتمتع بالسلطة والنفوذ .

ميريت نيث كانت زوجة الملك دجيت وأم الملك دان، وهما من حكّام الأسرة الأولى في مصر القديمة.وربما كانت أيضًا أول حاكمة في العالم، حيث حكمت منذ حوالي 2950 قبل الميلاد.تشير النقوش المكتشفة داخل مقبرتها إلى أن ميريت نيث شغلت عددًا من المناصب الهامّة حوالي عام 3000 قبل الميلاد. وسبق أن تم اكتشاف اسمها إلى جانب اسم ابنها في قائمة الحكام المنقوشة في مقبرته في سقارة.يقول الخبراء إن هذا قد يُعتبر مؤشراً إلى أنها ربما حكمت كوصية على العرش خلال شباب ابنها دان، وهو ما قد يفسر سبب كونها المرأة الوحيدة التي تمتلك مقبرة كبيرة في أقدم مقبرة ملكية في مصر في أبيدو. و يعني اسمها "محبوبة الإلهة نيث .

وتعد الجرار المملوءة ببذور العنب - والتي كان بعضها محفوظًا جيدًا بشكل ملحوظ ولا يزال في حالته الأصلية - من بين أقدم الأدلة التي تم اكتشافها بين النبيذ على الإطلاق .وقد اكتشفها فريق من علماء الآثار بقيادة كريستيانا كولر من جامعة فيينا. وذكر فريق علماء الأثار في بيان لاحق أن النبيذ لم يعد سائلاً ولا يمكن حتى معرفة لونه ، وربما يكون هذا ثاني أقدم دليل مباشر على وجود النبيذ . وأضافت الباحثة كريستيانا كولر قائلة :" إن الحفريات الجدبدة تسلط الضوء على معلومات جديدة ومثيرة حول هذه المرأة الفريدة في ذلك العصر ."وبفضل أساليب الحفر الدقيقة والتقنيات الأثرية الجديدة المتنوعة، تمكن الخبراء أيضًا من إثبات أن مجمّع مقبرة ميريت نيث قد تم بناؤه في عدة مراحل ، وعلى مدى فترة زمنية طويلة نسبيًا.