يعود الممثل السوري القدير فايز قزق بالذاكرة إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث قصد لبنان للوقوف على خشبة مسارح بيروت، مثمّناً في لقاء حصري جمعه بموقع «نتاج»، مشاركته في الجزء الثالث من مسلسل «للموت» مؤدياً دور «حاتم»، واكتسابه أصدقاء
جُدد من الوسط التلفزيوني في لبنان، بعدما كان معظهم من المسرحيين، معرباً عن سعادته بالنتائج التي حقّقها معهم في المسلسل.
يعتبر قزق الذي اتّصفت أبرز أدواره التمثيلية بالقوة والحزم، أن الإنسان يمكن أن يكون متعّدد الزوايا وفي داخله الكثير من الألوان، إنما يطغى بسبب وضع اجتماعي، اقتصادي، سياسي أو ديني، لون معين من هذه الألوان، ففي مسلسلَي «للموت» أو «الزند»، شاهدنا اللون الدَموي القاسي، لكنهما سواء «حاتم» أم «إدريس»، لم يولد أي منهما شريراً، بل كان المجتمع شريراً برأيه.
وأشار قزق إلى أن شخصية «إدريس» التي يؤديها في مسلسل «الزند» الذي يجمعه بالممثل تيم حسن، من الشخصيات التي أحبّها في حياته التلفزيونية، عمل عليها بأمانة كبيرة، وخدمها بشدة، كما درس تاريخها، وواقعها، جسدها، ونفسيتها وروحها، وتكويناتها ككل، وذلك لتكن كما رآها المُشاهد. أراد قزق للدور أن يُخلق كامل التكوين، بكامل أبعاده الإنسانية التي تتّصف بالعنف، ليس لأنه ولد عنيفاً، فكل الناس تولد لطيفة وبريئة، إنما المجتمعات هي التي يمكن أن تحمل بذرة الشرّ فيها، يمكن أن تحتلّ رؤوس هؤلاء الأطفال بألف فكرة وفكرة، وبالتالي يصبحون مجرمين في الكِبَر.
فايز قزق وتلميذه تيم حسن في مشهد مشترك من مسلسل "الزند "
فخور بهؤلاء النجوم
وعن مدى اعتزازه بطلابه النجوم الذين يحتلّون الشاشات، أكّد أنه فخور بهم جميعاً، وخصوصاً الذين يعملون منهم باستمرار، ويُمتعون المُشاهد ويقدّمون التجارب المهمة، لافتاً إلى أنه قام بتخريج حوالى 430 ممثلاً حتى اليوم. مشيراً إلى أنه كلّما شاهد نجماً أم نجمة من طلابه، يبتسم ويتذكر عندما كانوا صغاراً يتقدّمون أمامه في لجان القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، قائلاً: «أشكر الله أنه أعطاني القوة لأكون معهم ،وهم بالشكل الذي هم عليه اليوم، شباب محترمون متعلّمون، أكاديميون قادرون على احترام ذواتهم وأعمالهم وكل خطوة من خطواتهم»، متمنياً التوفيق لمن تخرّج منهم ولمن سيتخَرِّج.
وعمّا إذا كان يؤمن بمقولة أنه يُمكن للطالب أن يتفوّق على أستاذه، قال قزق: «كل مُنايَ... لا أعمل عليهم لكي يكونوا أقل مني وخلفي، بل أمامي»، مضيفاً أنهم يتمتعون بهذه المقوّمات كونهم أصغر منه سنّاً ، مشدداً أنه لا يفرض رأيه عليهم، وجلّ ما يفعل في المعهد هو تحريرهم، منه أولاً، ومن ثم الأفكار المحمولة في رؤوسهم والتي تقيّد أرواحهم وأجسادهم، وتقيّد يدهم على الكتابة، ولسانهم على النطق.
وعن تلميذه المدلّل من بينهم، قال: «أحبهم جميعاً من دون استثناء، ولكن غالباً قد يكون هناك شخص أقرب لي بمعنى أنني أقدّم معه عملاً مهماً، كما حصل في مسلسل «كسر عضم» وما حصل في «الزند» مع تيم حسن وفي «للموت» وغيرها من الأعمال، ويعني ذلك أن هذا الممثل قريب مني الآن في هذه المرحلة ، ولا يعني أنني نسيت الآخرين وفضّلته عليهم»، متمنياً في ختام حديثه التوفيق لهم جميعاً بدون استثناء.
تابعوا المقابلة كاملة عبر قناتنا على يوتيوب واشتركوا للمزيد من الفيديوهات :