تهدف الفنانة الصاعدة ريما يوسف من خلال خياراتها الغنائية المنتقاة بعناية إلى الإرتقاء بالذائقة الفنية العامة ، وتقديم أغنيات تشبه شخصيتها المشبعة بحب اللغة العربية ، واللحن السهل الممتنع ، لتقدّم لوناً غنائياً مختلفاً عما هو سائد . هي فنانة شاملة ، تكتب وتلحن وتغني ، وتتخذ من "المفاجأة " عنوانا ً لأعمالها الجديدة . نتاج التقى ريما يوسف للتعرف إلى فنانة تمكنت خلال فترة قصيرة من إرساء هوّية فنّية مميزّة .
أسعى دائماً أن أعكس صورتي وهويّتي من خلال الفن ، وأن أُوصل شيئاً خاصّاً يُشبهني ويُشبه شخصيّتي. لذلك ، ألجأ إلى التنويع في خياراتي الغنائية . ليس هناك من خلطة سريّة واحدة ، بل خلطات متعدّدة كوني أحبّ التجدّد. يُهمّني ألاّ أملّ ممّا أقدّمه ،ولا يملّ الجمهور من أسلوب أو نمط واحد. مؤخرّاً إخترت الغناء باللهجة الفصحى خلافاً لما يشاع بأنّها لا تناسب عصرنا ولا تحاكي جيلنا، فقدّمت 3 أغنيات بالفصحى ودمجتها بِموسيقى مُعاصِرة .
- كيف تصفين شخصيّتك الفنيّة بإختصار؟
أنا إنسانة حقيقيّة، أمرّ بتقلّبات كتيرة، مزاجيّة أحياناً لشدّة حساسيّتي، وأحبّ أن يراني الجمهور بكلّ مراحلي. لذا، تأتي خطواتي الفنيّة مُفاجئة ومتنوعّة. فأنا أكتُب وألحّن لأعبّر عن كلّ ما في داخلي من أفكار ومشاعر ،وأسعى دائماً لتقديم الأفضل للناس من خلال الغناء والكتابة والتلحين. كما أنّني مُغامرة ومُثابرة على الرغم من الصعوبات والتحدّيات التي ترافق مجال الفن.
- انت تكتبين وتلحّنين بعض نصوص أغانيك. ما هي الرسالة التي تريدين إيصالها كفنّانة شاملة؟
أنا محظوظة بهذه النعم التي أمتلكها ،وأوّل رسالة أحبّ إيصالها لعالمنا العربيّ، وبما أنّ مُعظم الكتّاب و المُلحّنين هم من الرجال، أنّه بإمكان المرأة أن تُحقق نجاحات في هذا المجال تحديداً. و"مش غلط يعتبروا الموضوع تحدّي".
- لماذا الفصحى مؤخراً، والناس تتّجه نحو تبسيط اللغة ؟
لأنها لغة جامعة وجميلة، فأيّ لغة في العالم يُمكن تبسيطها وتقريبها من الجمهور بالموسيقى.
تجربة الديو
- ماذا أضافت لك تجربة الديو مع الفنّان التركي راغب نارين في أغنية "يوك يوك "؟
الديو التركيّ العربيّ مع المغني التركي راغب نارين فتح لي مجال الغناء بلهجة جديدة ،وجعلني أخوض تجربة فنيّة مختلفة ، ليس فقط من خلال الأغنية فحسب، بل أيضاً من خلال تصوير الكليب في إسطنبول التي زرتها للمرّة الأولى. هذه التجربة منحتني الكتير من الحماس ،وأخرجتني من منطقة الراحة أيّ الـ comfort zone وهو أمر ضروريّ لتطوّر الفنّان.
ريما يوسف وراغب نارين
- لمن تستمعين عادة ؟
يتفاجأ الناس عندما أقول أنّني أستمع إلى الأغنيات الأجنبيّة على الرغم من أنّني أغنّي بالعربيّة .
- إلى أيّ حد يُزعجك النشاز في الغناء في حفلات اللايف أم تعتبرينها عاديّة؟
يُزعجني كثيراً ،ويُزعج أُذني الموسيقيّة كوني أنتبه إلى التفاصيل. درست الموسيقى لمدّة ٨ سنوات ودرست أيضاً الغناء الشرقيّ، لذلك يُزعجني الدخلاء على الفن .
هذه الأغنية سرقتني
- آخر أعمالك "أحنّ إليك "، ما الذي جذبك إلى الأغنية ؟
أغنية "أحنُّ اليكَ" لمسِت قلبي من اللحظة الأولى لدى سماعها، لأنّني أنجذب عادةً إلى الأغاني التي تُحرّك الأحاسيس والعواطف. وهذه الأغنية سرقتني، لأنّها تتضمّن فائضاً من الأحاسيس كلاماً ولحناً. أنا أؤمن أنّ هناك أغنيات تختارني وليس العكس .
- كيف تُخاطبين بنات جيلك اليوم؟
أنا فنانة حاضرة وناشطة على مواقع التواصل الإجتماعيّ، وأتواصل مع الجميع بشكل دائم .وأحبّ أن أكون مؤثّرة في بنات جيلي وأشكّل قدوة لهنّ، ليس فقط من خلال الموسيقى التي أقدّمها، بل أيضاً من خلال صورتي كفنّانة ومن خلال مبادئي في الحياة.
- هل تكون الأغنية أقرب إليك عندما تكتبين كلماتها؟
ليس بالضرورة، فمُعظم الأوقات أكتب أغنيات تكون قريبة للناس أكثر منّي ،والعكس صحيح .وفي بعض الأحيان ، أشعر أنّ الأغنية من أقرب الأغنيات إلى قلبي،عندما أتعاون من خلال اللحن أو الكلام مع أشخاص آخرين .
عاشقة للغة العربية
- كيف تصفين علاقتك باللغة العربيّة َوالقصائد تحديداً ؟
أنا من عُشّاق اللغة العربيّة والقصائد، ومنذ صغري أميل للآداب ،وأبرع في هذا المجال أكتر من الجانب العلميّ .
- هل من مواهب مخفيّة تضيفينها إلى سلّة موهبتك في الغناء والكتابة والتلحين؟
نعم، لديّ موهبة الرسم منذ الصغر ،وأحبّ أن أرسُم لوحات في وقت فراغي. يلفتني كلّ ما يُساعدني في إضافة لمسات فنّية على حياتي ،مثل الطبخ وتزيين الأطباق أو تزيين أيّ قطعة فنّية .
- البعض يرى فيك ملامح مُمثلة،فهل يُمكن دخول هذه التجربة أو هل تلقيت عروضاً للتمثيل ؟
أعشق التمثيل، لكنّني لم أتلقّ بعد أيّة عروض ،وأتمنّى أن أدخل يوماً هذا المجال ،بخاصّة إذا شعرت أنّني قادرة على تقديم الدور ضمن الإطار الصحيح.
- كيف تختصرين أحلامك بكلمات مُعبّرة على طريقتك؟
عندما كنت صغيرة، كانت أحلامي تتمثّل في الغناء على المسارح وأن أطلّ على الجمهور من خلال التلفزيون أو الراديو وأن يصل صوتي إلى كلّ الناس. أمّا اليوم، فلم يعد هدفي فقط أن أكون فنّانة معروفة، بل أن أكون مؤثّرة في الناس وأن أترك بصمة فنيّة جميلة في مشواري الفنيّ.
- لمن تقولين "أحنّ إليك "، قد يكون مكانا أو شخصا أو ذكرى ؟
أقولها اليوم لنفسي، إذ أحنّ لجزء منّي تغيّر مع الحياة وظروفها، كما أحنّ للطفولة ،وأتمنّى أحياناً كثيرة أن أعود طفلة صغيرة ليس لديها أيّة مسؤوليّات.