نادين جابر كاتبة لبنانيّة تجيد نحت الشخصية وصقل الأدوار وقطف ثمار النجاح. حققت مسلسلاتها أعلى نسب مشاهدة خلالَ شهر رمضان في العامين السّابقين وقد فازت أخيرا بجائزة الموركس دور عن فئة أفضل إخراج للعام 2022.
بدأت مسيرتها عام 2014 مع مسلسل "غزل البنات" و"لو" مرورًا بـمسلسل "2020" ، وصولا إلى مسلسلي "للموت" و"لا حكم عليه" مضيفةً نكهةً كوميديّةً إلى كتاباتِها من خلال مسلسل "صالون زهرة". ترسمُ شخصيّات مسلسلاتها بدقّة وتغوصُ بكلّ تفصيلٍ من تفاصيلِها، نتعرّف أكثر إلى الكاتبة نادين جابر من خلال هذه المقابلة.
ما هي قصّة نادين جابر مع الكتابة ؟
منذ أن كنتُ صغيرة بعمر الـ 13 سنة، كنتُ أكتبُ الشّعرَأو ما يُسمّى بالنّثر المقفّى. فأدون حالاتٍ شعريةً وأحاسيسَ معيّنةً. من هنا بدأت القصّة، وصارَت تكبرُ شيئًا فشيئًا. وعندما دخلتُ الجامعة ،تخصصت في مجال العلوم السّمعية البصرية audio visual وكتبتُ الفيلم القصيرَ الذي من المفترض بي تصويره لأتمكن من التّخرّج، وهكذا بدأتُ.
ماذا يتطلّب مزاجك للتفرّغ لكتابة المسلسلات ؟
أكيد، تأخذ الكتابة وقتًا وتحتاجُ مزاجًا معيّنًا، هدوءاً، وساعاتٍ طويلةً من التّفكير أحيانًا تصل إلى ما يقارب15 ساعة في اليوم. لكن أحلى ما في الأمر أنّني أعمل من منزلي، فأكون جالسة في الغرفة التي أكتب فيها وابني بالغرفة المجاورة و أستطيع أن اطمئنَّ عليه من وقت إلى آخر.لذلك لا يوجد غياب بالمعنى المطلق . لكنّ التّواجد الفعلي أيّ مشاركته يوميّاته وقصصه والتفاصيل الصّغيرة تكون صعبة، لذلك أحرص على اصطحابه في نزهة وتمضية الوقت معه أقلّه مرّة في الأسبوع.
لا جزء ثانيًا من "2020"
أبكيتنا في نهاية الجزء الأول من مسلسل "2020"، هل كان هناك جزء ثانٍ؟ ولماذا توقّف؟
قرار الأجزاء يعود للشّركة بالاتّفاق مع محطات التلفزيون، والجزء الثّاني لم يكن مكتوبًا ولا محضّرًا.
أعمالك تشكل مادة دسمة للمشاهد ، كم ُيحمّلك هذا الأمر مسؤولية تقديم أعمال بنفس المستوى، لا بل أفضل؟
طبعًا، بقدر حلاوة النجاح بقدر ما يخيفني ويحمّلني مسؤولية كبيرةً. في الواقع ،هذا الأمر يُرعبني فأنا من الأشخاص الذين لا يأخذون النجاح كشيء مسلّم به ، فأنت إذا نجحت اليوم ليس بالضّرورة أن تنجح غدًا، لا يمكنك أخذ النجاح مسبقًا، لذلك يجب السعّي للمحافظة عليه. هذا ما أحاول فعله، وبالنّهاية هذا فنٌّ فيه صعود وهبوط.
"للموت "مسلسل لاقى نجاحًا بجزأيه، ألا تخافين أن يكون الجزء الثالث أقلّ مستوى كون الناس تسأم من المماطلة والأجزاء العديدة؟
طبعًا، الخوف موجود ليس عندي فقط بل لدى الفريق بأكمله، لذلك آخذ وقتي فأنا لست من الأشخاص الذين يكتبون جزءاً آخر فقط لأنّهم يريدون ذلك . استغرقت حوالى الشّهر في التفكير والبحث، لأرى إن كان لديّ بعد شيئًا أقوله وأين سيكون مسار الجزء الثّالث. ولو لم أصل إلى نتيجة ما كنت لأستمر ، فأنا لست ضدَّ الأجزاء المتعددة طالما أنَّ لدى الكاتب ما يقوله والقصة لم تنتهِ بعد.
نادين جابر ودانييلا رحمة
شخصيات جديدة في "للموت "
هل هناك شخصيّات جديدة في الجزء الثالث ؟وما هي مفاجآت التي تحضرينها في "للموت " ؟
بالتّأكيد، هناك مفاجآت وأحداث لن نكشف تفاصيلها بل أشير إلى ترحيل شخصيّات من الجزئين السابقين ، حيث لن يكون باسم مغنية موجوداً إضافة إلى الممثل محمد الأحمد ، وهذا أمر طبيعي بعد أن شهدنا كيف شنق باسم مغنية نفسه في الجزء الثاني .أمّا بالنسبة إلى الممثل محمد الأحمد ، فلا يوجد أي شيء جديد يمكن أن يشّكل إضافة للشخصية . تتداخل فصول قصّة جديدة في الجزء الثالث ،و تظهر شخصيات جديدة بالتالي .
هل تستشيرين أحدًا في كتاباتك؟ ومن أوّل شخص يقرأ النّصوص؟
في كلّ شركة أتعامل معها ، هناك شخص يقرأ النصوص اسمه متابع درامي، لديه اطّلاع درامي ،وهو متخصّص في هذا المجال، يُعطي رأيه وملاحظاته ونتناقش.
عروس بيروت
لماذا لم تكن كتابة الجزء الثاني من "عروس بيروت "من نصيبكِ؟
صراحة ،لا أعلم، هذه الأمور أو قرارات تتخّذ بشكل طبيعي من دون وجود أي سبب. في أميركا مثلًا ،كل حلقة من الجزء نفسه يكتبها كاتب ويقوم بإخراجها مخرج مختلف. نحن لا نملك هذه الميزة ،لكنها باتت موجودة على صعيد المسلسلات ذات الأجزاء المتعددة.
مَن مِنَ الممثلات والممثلين العالميين تستهويكِ الكتابة لهم؟
أل باتشينوAl Pacino ، كاثرين زيتا جونزCatherine Zeta Jones، أنجلينا جولي Angelina Jolie، ميريل ستريب Meryl Streep وكثيرون غيرهم، لكنّ هذا حلم بعيد جدًّا!
من هم الكُتّاب ومؤلّفو النّصوص الذّين تلفتُك مساهماتهم في الدّراما العربيّة؟
كلٌّ منهم لديه بصمته الخاصّة وأسلوبه الخّاص ومميّزاته. أنا أقدّر كل من يعمل في هذا المجال، لكنني لا أحبُّ الدّخول في لعبة الأسماء.
هل تكتبين لشخصيات او ممثلين معيّنين، أم يتمُّ إسقاطُ النّصّ على الشّخصيّات فيما بعد؟
حسب كل شركة، فتارةً تطلب الشّركة مسلسلًا معيّنًا دراميًّا أو كوميديًّا وغيره، بغض النّظر عن الممثّلين، وطورًا تعطيني الشّركة أسماء معيّنة لكي أحيك المسلسل وأنسج الدور بناءً على الشخصيات المطلوبة .
المبالغة مطلوبة أحياناً
ماذا تقولين لمن يتّهمكِ بالبعدِ عن الواقعيّة والمبالغة في رسم الشّخصيّة في بعض الأحيان؟
ليس ضروريًا أن يُكتَبَ كلّ شيء ضمن نطاق الواقع. مع أنّ مسلسل "للموت "لا يتضمّن أيّ شيء بعيدًا عن الواقع، .أنا أكثر كاتبة تخترق الواقع وتجسدّه في أعمالها ، إن من خلال التطرّق إلى الوضع الاقتصادي أو الدّولار والكهرباء والمولدات وغيرها... لكنّ الدّراما ليست عملاً وثائقيّاً، إذ نحتاج للمبالغة في أماكنَ معيّنة لتصل الفكرة التي نريد إيصالها. من قال إنّ المسلسلات يجب أن تكون واقعيّة مئة في المئة؟ هناك خيال الكاتب في النّهاية.
إذا طلبنا منكِ أن تضعي عنوانًا لمسلسل حياتكِ ومسيرتكِ وملخّصًا عنهما. ماذا تسمّين هذا المسلسل؟ والملخّص؟
اسم المسلسل "مشوار"، فجميعنا آتٍ على هذه الحياة "مشوار" لنقول شيئًا أو نقوم بشيءٍ ما خلال هذه الرّحلة التّي لا نعلم متى تنتهي. أمّا الملخَّص فيمكن أن يكون فكرة بسيطة عن فتاة صغيرة حلمت بأن تدخلَ عالمَ التّمثيلِ والدّراما وحاربَتْ كلّ من حولها لتستطيع أن تصل... ووصلَتْ.
