بلستيا العقاد
2023-11-09
بلستيا العقاد الصحافية " الغزاوّية" التي أدهشت العالم بشجاعتها وجرأتها !
 بلستيا العقاد صحافية فلسطينية من مدينة غزة تبلغ من العمر 22 عاماً ، حققت أخيراً شهرة واسعة وانتشاراً كبيراً من خلال تصويرها لحرب غزّة ومعاناة أهالي مدينتها في الحرب الأخيرة مع إسرائيل . حوّلتها الأحداث الدامية في غزة إلى بطلة ، تنقل عبر حسابها على إنستغرام يوميات القصف والنزوح والموت العشوائي والمجازر إلى كل متابعيها الذين أصبح عددهم حوالي 2.9 مليون متابع من كل أنحاء العالم . أصبحت بلستيا جزءاً لا يتجزأ من الواقع الفلسطيني في المدينة التي تشهد يومياً مآسٍ إنسانية تفوق الوصف، إثر القصف المدمّر لأحياء المدينة الصغيرة، التي لا تتعدى مساحتها 365 كيلومترا مربّعاً ، ويبلغ عدد سكانها حوالي المليونين قبل أن تقتل آلة الموت أكثر من 10 آلاف شخص بينهم 4000 آلاف طفل .
تحقّق منشورات بلستيا على انستغرام الكثير من التفاعل والتعاطف حيث تصلها آلاف التعليقات على كل منشور ، معظمها يعّبر عن حالة التعاطف والدعاء للخلاص من الحرب والرأفة بأهالي غزة ، وصرخات إلى الضمير العالمي لكي يوقف هذه المجزرة . معظم الرسائل والتعليقات - وبعضها يرد من مشاهير السوشيال ميديا في العالم العربي وغيرهم - تحيي بطولة بلستيا الوجه الفلسطيني المعبّر عن عمق المأساة ، التي تنتقل بين أماكن النزوح لتصوّر معاناة النازحين من دون ماء ولا كهرباء ولا انترنت ولا خبز حيث تدق ناقوس الخطر أمام أهوال ما يجري ، لعّل هناك من يسمع ويستجيب ويوقف حمام الدم والقهر .

ناطقة باسم الشباب الفلسطيني

درست بلستيا العقاد الصحافة وتخصصت في إحدى جامعات مدينة قبرص التركية ، وها هي اليوم تضع خوذة الصحافيين وبذلة واقية للرصاص، وتتنقل من مكان إلى آخر وسط الأخطار المحدقة لتوجّه رسائل باللغتين العربية والإنجليزية يصل صداها إلى كل العالم ، حيث أصبحت بالستيا ناطقة غير رسمية باسم الشباب الفلسطيني في غزة ، تستضيفها كبريات المحطات الأجنبية العالمية للحديث عما يدور في غزة .
تعكف بلستيا على كتابة مذكرات يومية باللغة الإنجليزية بخط يدها ، تنشرها على انستغرام تباعاً وتتحدث من خلالها عن تجاربها ومشاعرها إزاء ما يحدث في مدينتها من جرائم وأهوال ، تصوّر في بعض الأحيان مشاعر اليأس والقنوط والخوف ثم تبعث برسالة أمل من خلال ابتسامتها الجميلة التي لم تغب حتى تحت القصف .

قبل وبعد 7 أكتوبر 

قبل 7 أكتوبر 2023 كانت بلستيا العقاد مثل أية شابة جميلة تنشر صورها بكامل ماكياجها وأناقتها ، فتاة مفعمة بالأمل والفرح ، تحب مدينتها وتحمل خارطتها في عنقها هدية من جدّتها ، وبعد بدء الحرب ، تحّولت بلستيا إلى صحافية حرب ميدانية همّها الأول والأخير ، أن تنقل صورة حقيقية عن الواقع المأساوي الذي تسببّت به الحرب وسقوط آلاف الصواريخ على المدينة الصغيرة .

اليوم ، تتنقل بلستيا بين مدارس الأونروا التي تأوي النازحين وآلاف العائلات المهجرّة في غزة ،التي تهدمت منازلها وفقدت ممتلكاتها، وبين المستشفيات التي تحولت بدورها إلى مراكز لإيواء العائلات المشردّة . من هنا وهناك ، تلملم بلستيا ذات الوجه الملائكي ،حكايات من "غزّتها" الجريحة ، لا تخلو من الألم والأمل في آن ، بعضها يدمي و يستدر الدموع والبعض الآخر مضحك مبكٍ .

مفاتيح
إضاءات _نسائية#
مواضيع ذات صلة