Neetaj

تحت شعار الرقمنة للجميع :الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين ، يحتفل العالم في 8 مارس بيوم المرأة العالمي ، وقد تم اختيار هذا الشعار ليكون بمثابة دعوة للتغيير الإيجابي وتمكين النساء المدافعات عن حقوق الإنسان من استخدام التكنولوجيا لإحداث التغيير الإجتماعي المطلوب بأفضل الطرق .وقد واكبنا في السنوات الأخيرة كيفية استخدام النساء للإنترنت والثورة الرقمية لاطلاق حملات حول العالم مناصرة لحقوقهن . مثال على ذلك ، الحملة النسائية من أجل إلغاء الحظر شبه التام على الإجهاض في كولومبيا وأيرلندا . كما استخدمت النساء في إيران وسائل التواصل الإجتماعي بشكل مكثّف للتعبير عن رأيهن والمطالبة بحقوق المرأة الإيرانية وتحدي الأعراف الذكورية السائدة .

نساء ..."غير"

واستخدمت المرأة السودانية كل الوسائط الألكترونية المتاحة لمحاربة الأصولية الدينية والإستبداد وتجييش الرأي العام .ويتطرق شعا رالحملة إلى الفئة المهمشّة من النساء اللواتي يعاديهن المجتمع ويواجهن العنف في الفضاء الرقمي والإستبعاد ، مثل مزدوجات الميل الجنسي وحاملات صفات الجنسية وغيرهن من المختلفات . وهناك دعوة موّجهة في هذا اليوم العالمي لحماية النساء والفتيات في العالم الرقمي ، ومحاربة الخطابات المعادية لحقوقهن التي تستخدمها بعض المجتمعات المضلّلة لتقويض النهوض بحقوق المرأة .ويعوّل العالم اليوم على قدرة المرأة في إحداث التغيير في مجتمعاتها من خلال استخدام الإنترنت لايصال صوتها ورسالتها ،تماماً كما فعلت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ التي أضربت عن الذهاب إلى المدرسة كل يوم جمعة إحتجاجاً على تقاعس الحكومة السويدية في إيجاد حلول لمشكلة تغيّر المناخ ، وحذا حذوها آلاف الطلاب حول العالم .

الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ

الرجولة السّامة !

يقول فولكر تورك ، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان :"يتعيّن على الفضاء الرقمي أن يمّر بالثورة النسوية التي هو، بأمسّ الحاجة إليها ، ولا بد له من أن يمرّ بها ". ويتابع تورك قائلاً :" هذا اليوم يذكرنا بديناميكية السلطة الذكورية القديمة والجديدة ، التي تمنع النساء من الوصول إلى حقوقهن.ويجب أن نضع حدّاً لهذا النظام الذكوري والرجولة السامّة في القرن الحالي ."وأشار تورك إلى أهمية الثورة الرقمية التي تستعين بها النساء لرفع صوتهن ، وفي المقابل يستخدم البعض الإنترنت لاساءة معاملة النساء والفتيات بشكل وحشي وبغيض .وختم قائلاً : دعوني أوضح لكم هذه الحقيقة ، وهي أنّ تحقيق المساواة بين المرأة والرجل لن يؤدي إلى تدمير الزواج ولا الأسرة ولا الدين كما يدّعي البعض .لانّ المساواة تساهم في إثراء كل جوانب الحياة الثقافية والإجتماعية والفكرية .