عدنان خاشقجي . وكانت من أوائل السعوديات اللواتي خرجن لتلّقي العلم في أواسط الخمسينات في مصر حيث درست في جامعة الإسكندرية ، وحصلت على شهادة في الإقتصاد من كلية التجارة .
هذه المرأة التي كان من الممكن أن تكون أكثر النساء سعادة ، كانت للأسف أقلّهن حظّاً رغم نجاحها في الكتابة وإصداراتها المتنوعة التي كانت تكتبها باسم مستعار وهو سميرة بنت الجزيرة العربية ، والتي غلب عليها طابع الحزن مثل كتابها " ذكريات دامعة " الذي صدر عام 1961 ، وكتاب " بريق عينيك " الرواية التي تحولت إلى فيلم سينمائي . وبالرغم من أنّها أسسّت في مدينة الرياض " جمعية النهضة النسائية " ، وأصدرت كتابها " يقظة الفتاة السعودية " عام 1963 ، لكنّها بقيت قليلة الحظ في حياتها العاطفية والعائلية ، حيث تعددّت زيجاتها ، وباءت كلّها بالفشل !
ورغم ذلك الفأل السيء الذي لم يفارقها ، كانت هي مصدر الحظ الكبير بالنسبة إلى ذلك العامل الفقير الذي كان يعمل حمّالاً في ميناء الإسكندرية . هذه الحكاية أعادتها الصحافة العالمية إلى الواجهة مع وفاة الملياردير الشهير محمد الفايد ، الرجل الذي يستحق أن تقف وتسأل نفسك : كيف استطاع هذا الحمّال فقير إقناع سيدة جميلة ثرية ومثقفة بأن تتزوجه ؟ هي التي كان أكبر رجالات مصر والسعودية وأكثرهم ثقافة يتمنون رضاها ، ترضى بالزواج من هذا العامل الفقير الذي لم يكمل تعليمه الثانوي ؟
قد نقول إنّه النصيب ، ولكن لا بد من الإعتراف أن محمد الفايد كان يتمتع بذكاء حاد وحنكة مكّنته من العمل في السعودية مع شقيق زوجته سميرة تاجر السلاح المعروف عدنان خاشقجي ، والذي لا نعرف كيف اقتنع به ليجعله المقرّب إليه ، ويفتح له أبواب الحظ كلّها ، ويجمعه مع عليّة القوم حيث كان ينتظره أيضاً قدر آخر من الحظ الوفير ألا وهو لقاءه بسلطان بروناي أغنى حكّام العالم .
أمّا كيف أقنعه بأن يكون هو المشرف على ثروته ومدير أعماله ، فهناك يرتسم ألف سؤال وسؤال ، ليكون الجواب هو "الحظ " ! هذا الحظ الذي بدأ في قلب إمرأة عشقته رغم فقره ، وكانت باب الخير بالنسبة إليه ، لكنه لم يحفظ الجميل إذ سرعان ما طلقّها بعد أن تمّكن من جمع ثروة وتقرّب من معارف عائلتها . بدأ هو مشوار النجاح والثراء بينما ضاعت هي في مشوار بحثها عن رجل يفهمها . تعدّدت زلاّتها ولم تجد أحداً يسندها ، حتى ابنها الوحيد عماد الفايد المعروف ب "دودي " هجرها وفضّل العيش مع والده ، ولم يعد يسأل عنها !