ناتالي كرم مصممة أزياء لبنانية تبحث عن التميّز في زمن المنافسة في عالم صناعة الموضة والإبداع . تصمّم بريشة رسامّة ومخيلة فنانة ، لتقدّم أسلوبها الخاص في عالم الأزياء . وفي هذا السياق، أجرينا مقابلة معها للتعرّف أكثر إلى ناتالي كرم المصممة التي
تتوجه إلى كل النساء مهما اختلفت الأذواق و" المقاسات".
- عندما نتصفّح مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك ، نلاحظ اهتمامك بالرسم. كيف أثّر فنّ الرسم على تصاميمك؟
الرسم ساعدني في تفصيل القصّات وهندستها، تعديل الألوان، كما ساعدني على التعرّف بصورة تلقائية على رغبات المرأة والفستان الذي تريده. أنا أرسم التصميم قبل خياطته، واحترافي للرسم سهّل لغة التواصل بيني وبين الخيّاطين.
- عندما نفكّر بمصمّم الأزياء، نتخيّل تلقائياً الجسم النحيف المثالي؛ ولكن عند ناتالي كرم الأمر مختلف. أجسام من "أشكال مختلفة" تتمّحور في عملك. كيف تفسرين ال different shape وأهميّته؟
لا يهّمني شكل المرأة ،إذ أن شخصيتها هي التي تجذب وليس شكلها. ففي الكثير من الاحيان، ألتقي بنساء تخلو أجسامهن من أيّة علّة ، ولكنني لا أتعامل معهن، بسبب طباعهن السيئة . وعلى العكس، تقصدني نساء غير نحيفات ،ولكن أستطيع التعبير عن تصاميمي من خلالهن بأفضل صورة.
لا أهتم بما هو "دارج"
- ما هي اتجاهات الموضة هذه السنة؟ وما هي القصّات والألوان الأكثر رواجاً؟
شخصياً ، لا أهتم بالموضة وبما هو "دارج" أو شائع ، وأعتمد على الموضة بنسبة 20% فقط في عملي ،لأنني أعتقد أنه إذا تماشيت مع الموضة بصورة عمياء ، سأكون مثل غيري . أستخدم كل الألوان ، ولكن ألواني المفضلّة هي الأبيض، الأسود، الأحمر، الذهبي، و الألوان البراقة التي أعتبرها مميزة. وأحرص على 3 أمور لدى تنفيذ اي تصميم وهي :النوعية ،الإبداع والقصّة .هذه السنة ،الألوان الشائعة بشكل عام هي الألوان القوية: الأخضر القوي، الفوشيا، الأخضر الفوسفوري، الأبيض والبنفسجي.
هيفاء وهبي في فستان لاتكس من تصميم ناتالي كرم
- من هم المصمّمون الذين تركوا أثراً في نفسك؟
أعمل في تصميم الأزياء منذ أكثر من 20 سنة،وقد اكتسبت خبرات واسعة من مصممين كثر مثل زهير مراد وغيره ، ولكنني تأثرت كثيرًا بأسلوب ستيلا مكارتني التي تُشبهني بقصّاتها وأسلوبها العفوي. والحال نفسه مع جان بول غوتييه ودولتشي أند غابانا.
- هل تصمّمين مجموعات جديدة بصورة دوريّة؟ وكيف ستكون مجموعة الأعراس الخاصة بكِ لهذا الموسم؟
بالطبع، أنا أصمم مجموعة واحدة أو مجموعتين كل سنة، كما وفي بعض الاحيان أصمّم فستاناً واحداً أو إثنين ،ويتم شراؤهم بسرعة، مما لا يسمح لي بإكمال المجموعة كلّها. وقريباً سأُطلق مجموعتي الجديدة، إلى جانب مجموعة التصاميم الخاصة بالأعراس، وستكون فساتين أعراس الhaute couture، أي أن الفستان كناية عن قطعة واحدة لا تتكرّر . شخصياً ، أحب كثيراً الشك والتطريز في فستان العروس ، ولكن في المقابل، هناك فساتين simple تُناسب مختلف الأذواق وكل الأعراس.
ورش تدريبيّة لتصميم الأزياء
- تميّزت عن باقي المصممين بإقامتك لورش تدريبية لتعليم فنّ تصميم الازياء. إلى أي مدى أثّر هذا القرار على عملك ؟
عندما بدأت العمل بمجموعتي الخاصة، اتّضح لي أنني استطيع أيضاً توسيع مجال عملي، وكان القرار أن أنقل خبرتي إلى الآخرين ليتعلموا سر المهنة ويتمكنوا من النجاح . اعتمدت طريقة خاصة في التعليم . وأثناء الحجر المنزلي جراء كورونا، تابعت الدراسة عن بُعد في جامعة هارفرد. وهذا ما مكنّني من التعليم عن طريق دورات مدتّها 70 ساعة تدريبية والتي توازي تقريباً ثلاث سنوات جامعية، وبعد المشروع الذي يطبّقه الطالب استناداً إلى طريقتي في التعليم، يحصل البعض من طلابي على منح دراسية من أهّم الجامعات كمِثل التي تخرّج منها توم فورد. وحالياً ثلاثة من طلابي حصلوا على منح دراسية في الخارج.
أمل بو شوشة في عباءة من تصميم ناتالي كرم
- في ظلّ المنافسات القوية، ما هي التحديات التي تواجهينها والتي قد تنعكس سلباً على عملك؟
لا أؤمن بالمنافسة لأن كل مصمّم لديه ما ما يميزه عن غيره. فأنا املك ميزات ليست موجودة عند غيري، والعكس صحيح. ولكن، المشكلة التي أواجهها هي أنني أمّ عزباء، لي عائلتي الخاصة المؤلفة من ابنتين، حيث أقوم بالاعتناء بهما وبعملي في آن واحد. ليس من السهل أبداً أن تكوني امرأة وأم وصاحبة عمل، المنافسة الحقيقية هي بيني وبين نفسي !
ألين وطفا في فستان من تصميم ناتالي كرم
- بعد 10 سنوات أين تجد ناتالي نفسها؟
أرى نفسي بعد 10 سنوات coco chanel، لأنها مثالي الأعلى، أريد أن أطلق علامة فارقة في الموضة تماماً كما فعلت . كوكو شانيل اخترعت ما لم يجرؤ أحد على تصميمه، وغيّرت مفاهيم الموضة دون أن تراعي خطوط الموضة السائدة آنذاك . وخير مثال على ذلك ،هي جاكيت شانيل التي حافظت على حضورها في عالم الموضة منذ سنة 1925ولغاية اليوم . وهذا ما أطمح إلى تحقيقه، تصميم يبقى كما هو، لا يتغّير حسب الموضة، بل يحافظ على ثباته كالهوية والأسلوب.
