أنطوان القارح، مصمّم أزياء لبناني ، حصد ألقابا عديدة، من استديو الفنّ إلى برنامج Mission Fashion. تميّزت تصاميمه بالهويّة الفلسفيّة الآتية من عالم الغموض والخيال.
أجرى موقع "نتاج" لقاء معه، حيث استذكرنا رحلته في عالم الأزياء بنجاحاتها واخفاقاتها. كما حدّثنا عن تعامله مع النّجمات، إلى جانب آخر صيحات الموضة ومجموعته الّتي ستبصر النّور قريباً...
ديمة قندلفت في آخر إطلالة بفستان من تصميم أنطوان قارح
ما الّذي أخذ بكَ إلى عالم الأزياء؟
في طفولتي، كنتُ أميل لشتّى أنواع الفنون، كالغناء والموسيقى والإخراج والتّصوير... وفي سنّ ال15، تابعتُ مسلسلاً يحكي قصّة مصمّمة أزياء. أحببتُ المسلسل مما دفعني للبحث عن عالم الأزياء، فوجدتُ أنّ هذا العالم يشبهني وهو بحدّ ذاته فنّ. أمّا أنا، فقد اخترتُ الجانب الفلسفي منه. وقمتُ فيما بعد بدراسة تصميم الأزياء.
داليدا خليل في إطلالة من توقيع أنطوان قارح
يُواجه مصمّمو الأزياء العديد من الصّعوبات في أول انطلاقتهم، كي يبرزوا في الوسط وينالوا الشّهرة. فما هي الصّعوبات الّتي اعترضت طريقك؟ وكيف أثبتّ اسمكَ في هذا المجال؟
تحتاج مهنتنا إلى دعم ورأسمال وأنا من عائلة متواضعة، ولا أحبّ الاتّكال على أحد. تعاونت مع عدّة مصممين لبنانيين وعالميين. وفي عام 2006، عملتُ لدى Valentino وRoberto Cavalli. بعدها، اشتركتُ في Mission Fashion وحصدتُ لقب المصممّ العربي الشّاب لعام 2006. ومجدّداً ما إن حاولتُ الانطلاق، حتّى اندلعت حرب يوليو في لبنان. وفي وقتها لم يكن هناك سوشيال ميديا، فكنّا نبذل قصارى جهدنا في الإعلانات وعروض الأزياء المكلفة. وبالطّبع الصعوبات تشمل أيضًا الحروب ضمن الوسط ،المنافسة الشّريفة بين المصمّمين وبين المصمّم وذاته.
من أين تستوحي تصاميمكَ؟ وهل هي تعبّر عن شخصيتك؟
تصاميمي مستوحاة من مواضيع فلسفيّة، لأنّني أعتبر أنّه من السّهل أن يستوحي المصمّم من الطبيعة أو العصور الغابرة... لكن من العسير تصميم شيء من عالم الغموض والخيال غير الملموس. بالاضافة إلى أنّني أردت تكوين هويّة فريدة في هذا المجال.
سيرين عبد النور بتوقيع أنطوان قارح
تصميم الأكسسوارات
أنت معروف بتصميم الاكسسوارات أيضًا. فلماذا اخترت هذا الخطّ؟
نقوم كمصممي أزياء في معظم الأحيان بتصميم الاكسسوارات والحقائب والأحذية للسيّدات. ولكن عندما قرّرتُ إنشاء خطّ خاص بالرّجال، جاءت فكرته من وحي البروش الّذي كنت ارتديه كبصمة خاصّة في كلّ اطلالاتي. وكان هذا الأخير ينال إعجاب الجميع ممّا دفعهم لحثّي على إنشاء هذا الخطّ. فبادرتُ إلى هذه الخطوة كي أضفي على اطلالة الشّباب رونقاً.
هل من الممكن أن تُنشأ خطّاً خاصّاً بملابس الرّجال؟
في بعض الأحيان، أقوم بتصميم ملابس للرّجال لكن لا أظهرها للإعلام، لأنّني لستُ جاهزاً بعد لإصدار تصاميم رجاليّة. كما أنّني لا أريد فتح هذا الباب الآن، فأنا لا أخطو خطوة ناقصة. وعندما أنوي إنشاء هذا الخطّ، فأريده أن يكون على نطاقٍ واسع ومتاح لكلّ الشّباب والرّجال.
هيفاء وهبي في فستان من تصميم أنطوان قارح
الكثير من النّجمات يرتدين من تصاميمك. فهل هنّ من يقمن بالاختيار أم توجههن نحو الافضل ؟
في بعض الأوقات يكون الفستان جاهزاً ويُناسب شكل النّجمة ويليق بالمناسبة. وفي أحيان أخرى نقوم بالتّحضير سويّاً أو الاستعانة بخبيرة مظهر .
من هي النّجمة الّتي تحبّ أن تصمّم لها فستاناً مميّزاً؟
ليس لديّ نجمة معيّنة، لكن اليسا فنّانتي المفضلة وأحبّ أن ترتدي من تصاميمي. ولم يسبق أن تعاونّا من قبل. ولا يمكن إنكار حقيقة أنّ اليسا هي إيقونة ويجب أن تحافظ على هذا اللّقب. أماّ عالميّاً، فأنا أحبّ مونيكا بيللوتشي Monica Bellucci من الناحية الجماليّة. و أحبّ أيضاً Charlize Theron تشارليز تيرون كونها امرأة قويّة ومميّزة.
ما هي أكثر الأقمشة الّتي تستخدمها في التّصميم؟
لا أحبّ الأقمشة الثّقيلة والجامدة. وأفضّل الدانتيل، شيفون الحرير، الكريب... فهذه الأخيرة تشبهني. بالاضافة إلى السّاتان الخالي من اللّمعة.
صيحات الموضة
ما هي آخر صيحات الموضة لهذا العام؟
تشهد الموضة انقلاباً واضحاً. واليوم كلّ مصمّم يوجّه الموضة إلى طريق خاص ومميّز. لكن لا يمكن إنكار وجود الاحجام Volumes بعد أن فقدناها في الفترة الماضية ،حيث سيطرت البساطة على الألبسة نظراً للظروف الّتي كنّا نعيش تحت وطأتها من وباء وأزمات. لكن تعود اليوم وبقوّة موضة الRuffles والأكتاف العريضة الّتي تزيد من فخامة الاطلالة.
من هو قدوتك في عالم الأزياء؟
بالطّبع إيلي صعب قدوتي عربيّاً إلى جانب مصمّمين لبنانيين وعرب آخرين أفتخر بهم. أمّا عالميّاً فهناك العديد عل سبيل التّعداد لا الحصر أذكر منهمVersace ، Alexander McQueen،Valentino وCavalli وغيرهم.
يشهد عالم الأزياء ثورة الميتافيرس Metaverse الّتي بدّلت العديد من الأمور. فهل ممكن أن تخوض عالم الميتافيرس وتقدّم عرضاً افتراضيّاً؟
كلّ شيء ممكن مع التّطور. لكن شخصيّاً لا أحبّ العالم الافتراضي لأنّني أميل لكلّ ما هو ملموس. فالفنّان إذا رسم شيئاً وتركه في الافتراض، لن يشعر أنّه حقّق شيئاً في الواقع. فالفنّ لا يقتصر على التّخيل فحسب بل التّطبيق على أرض الواقع، والافتراضي أمر صعب.
فستان العروس بتوقيع أنطوان قارح
مجموعتي الجديدة عنوانها الفراغ
هل سيكون لديك مجموعة خاصّة في القريب؟ وماذا تخبرنا عنها؟
نعم، لديّ مجموعة أعمل حالياً على تنفيذها كي تبصر النّور قريباً. وكلّ ما يمكنني قوله، إنّ مجموعتي الجديدة موضوعها الفراغ. أريد أن أثبت أنّ الفراغ هو الوجود. وقد انتقيت موضوعاً غامضاً، كون الغموض عند الإنسان هو حافز.
لو طلبتُ منك أن تختصر عالم الموضة والأزياء بعنوان، فماذا يكون؟
عالم الموضة والأزياء هو "حلم"، والحلم تارة يكون حلواً وطوراً يكون كابوساً. والأمر نفسه ينطبق على عالم الموضة والأزياء.
ما هي المرأة بالنّسبة لك؟ وما هي النّصيحة الّتي ترغب بتوجيهها إلى النّساء؟
المرأة هي القوّة. هي الأمّ والأخت والزّوجة والصّديقة. والأهمّ من ذلك، المرأة هي الجمال بحدّ ذاته بكلّ مقاييسها. فهي جميلة مثلما خلقها اللّه. ونصيحتي إلى النّساء هي الابتعاد عن العالم المزيّف والوهمي، الّذي لا يشبههنّ، لكن يتبعنه لمواكبة الموضة. وأقول لكلّ امرأة، ثقي بنفسكِ وتأكدي من أنّك جميلة وملفتة للنّظر كيفَما كنتِ!