في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وتأثيرها المباشر على المستقبل التعليمي والمهني للشباب اللبناني، تتجلّى بارقة الأمل في الجهود التي تبذلها LIFE، الشبكة المهنية العالمية التي تضمّ محترفين لبنانيين منتشرين في عالم الاغتراب، والعمل الجماعي الذي يقومون به لتمكين الشباب في لبنان وبناء مستقبل أكثر إشراقاً لهم.
واجه لبنان منذ عام 2019 تحديات اقتصادية جمّة، كانت لها تداعيات كبيرة على القطاع التعليمي، فأدّت إلى عدم التحاق 31% من الشباب اللبناني في الدراسة أو الانخراط في سوق العمل، كما ساهمت في انخفاض نسبة التعليم من 60% خلال العام الدراسي 2020-2021 إلى 43% في العام الحالي. لم تؤدِ هذه الأزمة إلى تفاقم الضغوط المالية والأكاديمية فحسب، بل أثرت سلباً على الصحة النفسية للطلاب وأسرهم.
منذ تأسيسها في عام 2009، التزمت LIFEمن خلال شبكتها المنتشرة حول العالم ، بدعم قطاع التعليم العالي في لبنان، فاستفاد أكثر من 1,100 طالب من برامجها التعليمية. خلال عام 2023 وحده، تمكّنت من دعم 425 طالباً، 80% منهم مقيمين في لبنان. يعكس هذا الالتزام المستمرّ الدور الحيوي الذي تلعبه مساهمات المغتربين في تعزيز القطاع الأكاديمي في لبنان.
من خلال مبادراتها والعمل الجماعي للمغتربين، نجحت LIFE في جمع 3.1 مليون دولار لبرنامج التعليم الخاصّ بعام 2023، مما ساهم في تزويد الطلاب اللبنانيين بالمهارات والفرص اللازمة لتحقيق النجاح المهني وبالتالي المساهمة في النموّ الاقتصادي للبلاد.
يقدم برنامج LIFE للتعليم المساعدة المالية للطلاب اللبنانيين المحتاجين للدعم، بالشراكة مع جامعات مرموقة محلياً ودولياً مثل الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB)، الجامعة اللبنانية الأمريكية (LAU)، جامعة القديس يوسف (USJ)، جامعة الروح القدس - الكسليك (USEK)، HEC Paris، Ecole Polytechnique، Ecole Centrale، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، كلية هارفارد للأعمال، كلية لندن للأعمال، وغيرها. تضمن هذه الشراكات إنطلاق المسيرة الأكاديمية للطلاب بتميّز، مما يسهل دخولهم إلى سوق العمل.
إضافة إلى ذلك، يوفّر البرنامج التعليمي، عبر أكاديمية LIFE، الإرشاد والتدريب كذلك الفرص الوظيفية لتعزيز انخراط الطلاب في سوق العمل. يستفيد الطلاب من فعاليات التواصل، الإرشاد المهني، والتوجيه، ما يوفر لهم دعماً متكاملاً للنموّ الشخصي والمهني، كما يجد الخريجون بمعظمهم وظائف خلال ستة أشهر من التخرج، واللافت التحاق 77% من دفعة خريجي العام الماضي في سوق العمل اللبناني.
وتحدّثت المديرة العامة لـ LIFE Generation ، زينة فرحات قائلة : " يشكّل كلّ من الالتزام والتضامن الذي أظهره المغتربون اللبنانيون من خلال LIFE مصدر إلهام حقيقي لنا. باستثمارنا في التعليم، نحن لا ندعم الطلاب بصورة فردية فحسب، بل نستثمر في الشباب اللبناني، الرأسمال البشري لوطننا، ونضع حجر الأساس لمستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً للبنان. ستساعد الجهود التي نبذلها اليوم، الجيل القادم في التغلب على التحديات، ليكون مدعوماً من قبل مجتمع متكافل ومتماسك تمثله شبكة LIFE."
يؤكّد الدعم الثابت الذي يقدمه المغتربون اللبنانيون من خلال LIFE بأنه شريان حيوي للقطاع التعليمي في لبنان، كما تعتبر حوكمة LIFE أساسية لضمان استخدام الموارد بفعالية وأخلاقية. من خلال الالتزام بأعلى معايير المساءلة والشفافية، لا تقدم LIFE الدعم الأساسي فحسب، بل تعزز أيضاً الثقة بين المساهمين، مما يضمن مساهمة كلّ جهد يبذل بشكل فاعل في بناء مستقبل لبنان.