سينتيا يعقوب
2023-08-28
سينتيا يعقوب تروي رحلتها من موظفة إدارية إلى بطلة رماية
لورد عساف
سينتيا يعقوب فتاة لبنانية تخّلت عن اختصاصها الجامعي ومهنتها الناجحة و انتقلت من عالم إدارة الأعمال الى رياضة الرماية التي جذبتها رغم الصعوبات. واجهت مجتمعاً ذكورياً يحتكر هذه الرياضة ويحصرها بالرجال فقط ، ولكنها أثبتت تفوّقها في هذا المجال . نلتقي سينتيا يعقوب للتعرّف إلى رحلتها المليئة بالتحديات في عالم الرماية .
كيف اكتشفت هذه الهواية التي تحّولت إلى أهداف مثمرة؟
اكتشفت هوايتي عن طريق الصدفة، وكانت التجربة الأولى جميلة جداًّ ما دفعني إلى متابعتها بطريقة محترفة. فبدأت التدريبات المكثّفة لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع مع مدرّب متخصّص. وبعد خمسة أشهر، تمكنت من خوض المباريات التنافسية ونيل المرتبة الأولى.


سينتيا يعقوب

كيف انتقلت من تخصص جامعي ووظيفة ثابتة إلى ممارسة رياضتك المفضلة والعمل بها؟

في سنة 2019 ، كنت مديرة المبيعات في إحدى الشركات، بالإضافة إلى شغوري عدّة مناصب إدارية. لكن بعد إكتشاف هذه الرياضة التي تحّولت الى هواية ، تخليت عن الوظيفة  لأخطو أول خطوة في تحقيق حلمي. هذه الخطوة  كانت بمثابة  قفزة نوعية في حياتي ، تتطلب جرأة كبيرة . لكن  ،بالإصرار والشغف والحب استطعت الوصول وتحقيق ما كنت أراه بعيد المنال .
من الذي دعمك للاستمرار في هذه الرياضة ؟
مدّربي الذي اكتشف قدراتي هو أول من دعمني للوصول إلى ما حققته اليوم . فشاركت معه أفكاري وطموحي في هذا المجال ، وبدوره لمس مستوى الرماية العالية التي تخّولني خوض أكبر المباريات. فدعمني عملياً من خلال التدريبات، ومعنوياً بالتحفيز والتشجيع.

تعليقات سلبية

بصفتك فتاة  تمارس رياضة الرماية، ما هي أبرز التعليقات السلبية التي تتردد على مسامعك؟
لسوء الحظ ، لازلنا نجد أشخاصاً غير داعمين لتقّدم المرأة ودخولها مجالات محتكرة على الرجال، فكانت التعليقات السلبية كثيرة . فهناك البعض ممن يسعون لتحطيم طموحاتي ويجزمون بالفشل لأنني لا أستطيع منافسة الرجال، و البعض الآخر الذي يقول أن دوري ومكاني في المطبخ والمجالات الأخرى المخصّصة للنساء، والعبارة التي رافقتني منذ بداية مسيرتي هي "ما فيكي"، لكنني تمكنت من النجاح واكتساب الخبرة والشهادات .
هل لديك متدربين رجال؟
أنا أدّرب رجال أمن و حرّاسا شخصيين وغيرهم ، ولدّي العديد من الرجال والشبان الذين يتدربون بهدف تطوير هوايتهم ورياضتهم. وأتلقى منهم نظرة إحترام وتقدير، بالإضافة الى الإستشارات المستمرة فيما يتعلق بتطوير أهدافهم أو حتى بشراء كل مستلزمات الرماية. لكن تجدر الإشارة إلى أن الأمر لم يكن بهذه السهولة في البدايات ، حيث كان الرجال يهزأون بتدريباتي ولا يأخذونني على محمل الجد، لكنني إستطعت أن أثبت العكس وأحصد إحتراما وثقة ونجاحاً.

ما هي الفوائد الجسدية والنفسية الناجمة عن ممارسة هذه الرياضة؟

من الناحية الشخصية، رياضة الرماية تعلم المتدرب على الهدوء والتفكير قبل التصّرف ،بالإضافة إلى التركيز وزيادة الثقة بالنفس. أما عملياً ،فيكتسب خبرة عالية وتقنية رفيعة المستوى للتعاطي مع السلاح بطريقة صحيحة لتجنّب إلحاق الضرر بالنفس والغير. فالتدريب يمنح المتدرب النضوج في التصّرف ، إذا تعرّض لموقف في حياته اليومية مما يدفعه الى التفكير مليّاً بردّة فعله.
إلى أين تطمحين بالوصول في هذه الرياضة؟
بالطبع أطمح الى تطوير نفسي أكثر كي أتمكّن من تأليف فريق تدريب واسع، ومدرسة رماية لاستقبال كل المهتمين لتعليمهم وتدريبهم ومنحهم الشهادات في نهاية التدريب. بالإضافة الى توسيع هذه الأفكار الى خارج حدود لبنان، أي إلى الدول العربية وأوروبا وأميركا.
رسالتي للمرأة العربية

ما هي رسالتك للنساء العربيات؟

أقول لكل امرأة عربية ثابري وحاربي من أجل طموحك وحلمك، لا تدعي تعليقات المجتمع السلبية تؤّثر عليك. حقّقي هدفك على الصعيد العملي أو الشخصي بغض النظر عن الصعوبات. فأنا على الصعيد الشخصي، تحديت كل المجتمع لتحقيق هدفي واتخذت من الإنتقادات مصدر قوّة لأثبت نفسي.

تدريب الأمهات في عيد الأم

ورشة تدريب الأطفال على الرماية

أخبرينا عن ورشة تدريب الرماية الأولى في لبنان التي قمت بتحضيرها؟

ورشة التدريب التي أقوم بتحضيرها هي الأولى من نوعها في لبنان ،لأنها تتوجه إلى الأطفال من عمر 6 سنوات إلى عمر 18 سنة بهدف توعية الطفل على أهمية السلاح، على مخاطره والتعامل الصحيح في استخدام السلاح بطريقة آمنة. بالإضافة الى نشر ثقافة رياضة الرماية لتربية الأطفال على فكرة أن الرماية هي رياضة.هذه الورشة التدريبية تقام بتاريخ 29 و30 آب 2023،و تتضمن التدريب على الخردقة بالإضافة إلى الكثير من الألعاب و الإستعراضات وغيرها، حيث سيحصل الطفل على شهادة حضور ومشاركة.

هل تم رفضك بعمل معيّن كونك مدربة رماية أنثى؟

نعم ، تم رفضي عدّة مرات بحجج واهية مفادها أن المرأة لا تستطيع النجاح في هذا المجال. لكن كل باب أُغلق في وجهي ، فُتحت في المقابل أبواب كثيرة أخرى .
ما الشعور الذي ينتابك عند وجودك كامرأة وحيدة في التدريب بين مجموعة رجال؟
لا أعرف كيف أصف لك شعوري، ولكنني أشعر بالفخر والتمّيز لوجودي كفتاة وحيدة بين مدربين رجال محترفين. وأشعر أنني أقوى امراة في العالم .

سينتيا يعقوب في احدى التدريبات في بولندا

مفاتيح
لبنان
المرأة العربية
المرأة
نساء قياديات
إضاءات _نسائية#
مواضيع ذات صلة