لا يزال الشباب اللبناني يبرع ويبدع في دول العالم وفي بلاد الإغتراب، وفي مختلف المجالات. فها هو المهندس المعماري اللبناني طارق إبراهيم، نال جائزة برونزية عالمية جديدة في إيطاليا- ميلانو في "A’Design Award & competition" عن فئة "هندسة العمارة" من بين أكثر من 5000 متبارٍ من كل دول العالم ، من خلال تصميمه المتميز والفريد للفيلا التي استحق على أثرها الجائزة . وتقديراً لهذا النجاح، التقينا المهندس طارق إبراهيم في حوار علميٍ هندسيٍ معمق بالجذور والتراث، يكشف لنا من خلاله تفاصيل قصة نجاحه اللامع.
هل يمكنك أن تخبرنا أكثر قصة هذه الجائزة؟يعود نجاح هذا التصميم لفريق العمل في مكتب "Paseo Architecture"، الذي يتكئ على أسس ثابتة، تعود لمدرسة معينة وفكر خاص. ومن هنا ولد هذا التصميم، ليعبر عن هوية خاصة تعكس كيان المشروع ورمزيته التي تدل على شخصية أصحاب البيت وفكر المصمم.
ما هي أبرز انجازاتك في مجال العمارة؟
لم نحقق بعد ما نحلم أن نصل اليه، فأحلامنا كثيرة، وطموحاتنا واسعة وقدرتنا لازالت كبيرة وكافية للعمل بجهد للوصول إلى مبتغانا. لغاية اليوم ، تمكننا من تحقيق إنجازات مهمة جداً في موطن الثقافة الهندسية والتاريخ الهندسي العريق كايطاليا، اندونيسيا، المانيا، اليونان، أميركا. هذه المراجع الهندسية، وبالتحديد ألمانيا اعترفت بوجود مدرسة جديدة تعبّر عن حضارة الشرق وتترجم العودة الى الأصول والجذور بطريقة جديدة توضح هوية الشرق.
هل التراث اللبناني القديم (كالحجر والقرميد وغيرهما...) يلهمك في تصاميمك الجديدة؟
الناس ترى العمارة من الهيكل الخارجي ، كالحجر القديم والقنطرة... فأنا أشبهّها بمستحضرات التجميل التي تجمّل فقط. لكن أساس العمارة هو الروح القديمة المنبثقة من التراث اللبناني. هذا التراث الذي تكوّنت هويته من مجموعة حضارات تركت بصمتها في لبنان. ومن هنا، الروح القديمة المتفاعلة مع روح العمارة هي مصدر الهامي للتصاميم الحديثة والعصرية. فعندما يجتمع التراث القديم بالتقنيات الحديثة واللمسات الخاصة، تولد تصاميم تحيي الأصول والجذور.
المنازل الذكية ضرورة
إلى أي مدى استطعت أن تستفيد من الذكاء الإصطناعي؟
حتى الآن لم أقم بتجربة الذكاء الإصطناعي، لكن لا بد من الاستعانة به في المشاريع المستقبلية. وبرأيي أن الذكاء الإصطناعي مهم جداً، ففي مجال العمارة أرى أنه سيقوم بغربلة كل من ليس لديه نهج واضح ومدرسة عريقة يعمل على أساسها، فيبقى في النهاية كل من يستحق البقاء في هذا المجال.
ما رأيك بالمنازل الذكية ،هل ترى لها مستقبل في الشرق الأوسط؟
حتماً هذه التقنية أصبحت ضرورية في العمارة الجديدة لكونها تساعد في توفير الطاقة، تعمل على راحة الانسان وتعتمد على نمط الحياة السريعة. فهي تساعد الإنسان على القيام بالأعمال المنزلية اليومية دون جهد وتعب بل توفير للوقت. وفي طبيعة الحال المنازل الذكية لا تناسب إلا البلاد التي لا تعاني من أزمات في الكهرباء.
في ظل تعّرض معظم الدول للهزات والزلازل، الى أي مدى تعتبر تصميم وتنفيذ منزل مضاد للزلازل أصبح ضرورة ، خاصة في المناطق الجغرافية الأكثر عرضة؟
في كل مشروع نقوم بتصميمه نراعي به شروط السلامة العامة المستندة على شروط النقابة المحلية والعالمية. والأهم من التصميم حسب الشروط، هو تنفيذه بكل تفاصيله. ولذلك نحن نقوم بالإشراف شخصياً على عملية تنفيذ الخرائط في كل مجالات الهندسة، لضمانة سلامة العملاء.
ما هي أبرز صيحات الديكور الداخلي للعمارة الحديثة؟
في عصرنا الآن ،أصبحت التصاميم تميل الى كل ما هو بسيط ولا يضّج بالزخرفات. ويُفضّل الإعتماد على الألوان الهادئة والمنسجمة بصورة أساسية .وتتجه الإختيارات الجديدة إلى استعمال Natural stone أي الحجر الطبيعي أو كل ما يعيدنا بالذاكرة إلى الماضي، فنرى تلك الأفكار موحدة وتنسجم مع كل زوايا البيت.
أهمية الفوز بالجائزة
ماذا تعني لك هذه الجائزة التي نلتها ممّثلاً بلدك لبنان ، وما هي أهميتها؟
تعتبر هذه الجائزة من أهم الجوائز الإيطالية العالمية. وتعني لي الكثير .نحن نسير عل الطريق الصحيح ، مما جعلنا معروفين على مستوى عالمي، وأن هويتنا وأفكارنا وصلت الى حضارات مختلفة ومدارس هندسية لها تاريخها.فالفوز عن فئة العمارة من بين أكثر من 5000 متبارٍ عن كل الفئات، ليس بالأمر السهل بل يحمّلنا مسؤولية مضاعفة ويدفعنا للتطوير الدائم وعدم التكرار والعمل على نشر مدرستنا على أوسع نطاقٍ ممكنٍ.أما على الصعيد الشخصي ،ينتابني الفخر لأنني استطعت أن أضع لبنان على مقدمة اللوائح العالمية في ظل الظلام الذي يعيشه. فكل جهودي تصب في إبقاء اسم لبنان على خريطة الإنجازات والنجاحات.
بماذا تتميز الفيلا التي نلت على اثرها الجائزة؟
تتميز بالتصميم الحديث لكن المختلف، بالإضافة الى طريقة العيش السليمة والمريحة لأصحاب البيت والزوار Quality of living.فتصاميمنا تعتمد على عناصر ثابتة تعرّف عن شخصيتنا، كالبساطة والجرأة والقوة والانسجام مع المحيط.
ما هي مشاريعك التي تعمل عليها في الوقت الحالي؟
إنّ غالبية مشاريعنا الحالية موزعة بين منطقة فاريا في لبنان، والسعودية. ففي لبنان ، لدينا مشاريع عبارة عن شاليهات وفيلات في الشمال والجنوب. أما في السعودية، فنعّد مشاريع عالية المستوى كالبيوت المتنقلة ،ومشروع Eco-friendly و SPA وغيرها...
(الصورالمرفقة في المقابلة تعود للفيلا الفائزة بالجائزة الإيطالية )
