والخارجية المتمثّلة بالبناء الحجري والعقد والقناطر . فور الدخول إلى المطعم ،تستقبلك على المدخل حيث التراس ، أرجوحة مع عبارة "لبنان قصة حب "، لتعطيك مؤشراً عما ينتظرنا . وعلى صوت أغنيات رامي عياش وفيروز والأغنيات اللبنانية القديمة ، وحفاوة الإستقبال ، نعد أنفسنا بتجربة تذوّق فريدة من المازة اللبنانية .يجذب نظرنا في الداخل ثريا ضخمة من خشب الأشجار ولوحة عملاقة هي نقطة الثقل الوسطية في المطعم والأسقف التي يتدلى منها النبات مع الإضاءة العصرية إضافة إلى المقاعد المتعددة الأشكال التي تجمع بين المقاعد الخشبية والكنبات مع الوسائد المطبعة ،حيث يجذبنا مزيج الألوان الفاتح للشهية .يقترب مناّ نادل المطعم ، وقبل أن يطلعنا على القائمة ، تلفتنا الجيليه التي يرتديها أي "الكوستوم " المدوّن عليها كلمات وأسماء أغنيات رامي عيّاش .
أكثر ما أحببناه في مطعم "لبنان "
تتشابه أطباق المازة اللبنانية في معظم المطاعم اللبنانية والشرقية حيث الحمص والتبولة والفتوش والكبة ، هم أسياد المائدة . ولكن ، يكمن الفارق في طريقة التقديم والطعم وغيرها من العلامات " الفارقة " الخاصة بالمطعم . وفي مطعم " لبنان " هناك علامات فارقة نلاحظها فور بدء الصحون بالتوافد إلى المائدة تباعاً في صحون أنيقة و"عميقة " ، حيث المنظر يشي بالغنى والكرم قبل تذوّق الطعم .ولا تشبه الصحون الهزيلة الحجم التي بتنا نراها في معظم المطاعم اللبنانية في السنتين الأخيرتين .
الفتوش يأتي مغلّفاً برغيف خبز محمّص ومطرقة خشبية هي مفتاحنا لتذّوق طبق الفتوش اللذيذ المشبع بنكهة دبس الرمان .نتكافل جميعا في عملية الطرق على رأس الفتوش بعد كسر الرغيف ، ويستبد بنا الفضول لنسأل النادل : كيف تضعون الفتوش في هذا الرغيف ؟ليكشف لنا سر طريقة التقديم . الفلافل تحضر على طبلية خشبية مع الخبز الساخن ومقبلاتها من الخضار والطحينة ،وتجذبنا رائحة المعجنات المخبوزة في فرن المطعم لنتذوق "العجينة" ذات طعم سحري .
القاسم المشترك بين كل هذه الأطباق من المازة اللبنانية والمشاوي، هو المذاق اللذيذ الذي يترك أثره في البهجة المؤقتة التي يحدثها الأكل "الطيب ". بعد تذوق المازة وأطباق الشواء ، اخترنا من قائمة الحلويات الغنية بأصناف مبتكرة من الحلوى اللبنانية ، البوظة بنكهات متعددة ابرزها القشطة ، حيث حضرت بفناجين القهوة اللبنانية التقليدية التي ألفناها في مطابخ أجدادنا ، ولكنها ليست فناجين صغيرة بل بحجم لم نتوقعه، يشبه حجم صحون المازة الكريمة .
نختتم التجربة في مطعم " لبنان " ونحن نتغنى مع رامي عياش بحب لبنان والمائدة اللبنانية التي تعكس بتنوعها وغناها التنوع الديموغرافي الذي ننعم به ، ويغني المطبخ بمختلف نكهات مناطقه .