بعد النجاح الساحق الذي حقّقته قبل أشهر، وبعد امتلاء القاعات بجمهور خرج متأثّراً ومندهشاً، تعود مسرحية "ما بدّي أفقسكن" لتُشعل الخشبة مجدداً بعروض جديدة طال انتظارها… عودةٌ تحمل معها جرعة أكبر من الجرأة، وضحكاً موجعاً، وحقيقة لا يمكن تجاهلها. في زمنٍ تتداخل فيه السخرية مع الألم، يقدّم المخرج إلياس حايك مسرحيته الأولى «ما بدّي أفقسكن»، عملاً جريئاً من كتابته وإخراجه، يشاركه بطولته الممثل المبدع إلياس الهاشم. مسرحية من نوع الكوميديا السوداء… تلك التي تُضحِكك فيما تدفعك للتفكير، وتلامس وجعك بينما تُشعرك أن الضحك أحياناً هو شكل آخر من أشكال النجاة.
قصة تلامس كل لبناني
تدور الأحداث حول شابٍ كان يعمل في السوق السوداء خلال الأزمة، باحثاً عن فرصة للتربّح من البنزين والدواء والخبز… قبل أن يستفيق فجأة على واقع خالٍ من الضجيج، مليء بالفراغ والضياع. هذا التحوّل العنيف يدفعه إلى اكتئابٍ حاد، يقوده نحو طبيبٍ نفسي، وهناك تبدأ رحلة مليئة بالكوميديا السوداء والكشف والاعترافات… رحلة تُشبه ما مرّ به كثيرون.
إلياس حايك: حلمٌ يتحقّق
يقول حايك عن تجربته الأولى: "هذه التجربة حلمٌ راودني طويلاً. كنت أريد نصّاً يواجه الواقع بلا رتوش، ويعبّر عن الغضب المتراكم في داخلي وفي داخل كل لبناني عاش الأزمات المتتالية. ردود الفعل كانت أكثر مما تمنّيت". عن التعاون مع الهاشم، يصفه حايك بالقول: "هو ممثل استثنائي. ينتقل بين شخصيات عدة بسهولة مذهلة. أدهش الجمهور بخفّته وطاقته العالية، وكان شريكاً فعلياً في إنجاح الرؤية الإخراجية".
مرآة صادقة… بلا خوف
المسرحية تُسلّط الضوء على فئة استفادت من الأزمة بلا أي حسّ إنساني، وتكشف كيف انقلبت حياة كثيرين بعد زوالها. يقول حايك: "لم أرد أن أقدّم حلولاً، بل أردت أن أقول الحقيقة كما هي: ما نعيشه اليوم هو نتيجة خياراتنا." ويختم حايك: "هذه المسرحية فُشة خلق كبيرة لكل من تعب وانقهر… ونعدكم أن القادم أجمل."
كونوا على الموعد في 26 و27 كانون الأوّل، الساعة ٧ مساء في District 7 – الجميزة.