2025-12-14
رسائل طارق سويد الست في مسرحية "شي تيك توك شي تيعا "
بالتساوي، وزّع طارق سويد الحب على مسرحياته الميني الست، تمامًا كما وزّعه على جمهوره من إعلاميين وممثلين وعاملين في الحقل الفني، في عرضه الأول الذي حمل عنوان «شي تيك توك شي تيعا»، والذي قدّمه على خشبة مسرح الأتينيه في جونية، وسط حضور لافت أدرك مسبقاً أنه مقبل على مشاهدة عمل مسرحي يحترم عقله ووقته في آن. ستّة عروض قصيرة اجتمعت في مسرحية واحدة، كتبها وأخرجها طارق سويد ، مستعينًا بمواهب Maison d’Art التي تديرها الممثلة ومنتجة العمل فيفيان أنطونيوس. هم طلاب لم نحفظ أسماءهم، لكننا حفظنا جيدًا حضورهم الواعد على المسرح، وطاقة أدائهم، ومواهبهم التي نجح سويد في صقلها وتقديمها ضمن قالب احترافي متماسك، يشي بخبرة مسرحية واضحة ورؤية إخراجية دقيقة. مسرحيات مصغّرة حملت رسائل متعددة، تمحورت بمعظمها حول المرأة وقضاياها، ويمكن اختصار عناوينها على النحو الآتي: لا تدعي الآخرين يكتبون قصتك بل دوّنيها بنفسك؛ الحياة مسرحية متبادلة والكل قادر على صنع حكايته؛ كيف يعيش الرجل داخل قالب امرأة ويختبر أحاسيسها وانفعالاتها؛ الحب وهمٌ متبادل بين الرجل والمرأة، وكل حكايات الغرام تنتهي في قعر الواقعية العبثية؛ كيف تنزع المرأة قناع العادات والتربية والمجتمع. أما الرسالة السادسة، والأقوى، فكانت عن زمن التفاهة في الفن والثقافة ووسائل التواصل الاجتماعي. يسدل الستار على مشاهد واقعية من الكوميديا السوداء، نسجها طارق سويد بذكاء، وقدّمها بقالب من الفكاهة الهادفة: مضحكة من دون ابتذال، عميقة من دون ادّعاء فلسفي، ورشيقة في نصّها وأدائها، تمامًا كخطوات الراقصة الشقراء التي قدّمت لوحاتها بين المسرحيات الست، فاصلةً بين مشهد وآخر، ومضيفة بعدًا بصريًا وحركيًا لافتًا. في كلمته في مستهل العرض، أشار طارق سويد إلى أن سعادته الحقيقية تكمن في هذا النوع من المسرح، وبين مواهب شابة يعمل على بلورتها وصقلها. وتطرّق إلى حضور المرأة في كتاباته المسرحية، حيث أنصفها، ووضع الإصبع على جروحها، وأزال القناع عن رواسب التربية المعلّبة وتراكمات الماضي. خاطبها بكل نماذجها، العاقلة والمجنونة، وأخرجها من قصص النهايات الجاهزة، لتكتب مصائرها الخاصة على طريقتها. لم تكن هناك مغالاة في المبالغة التي ينتهجها بعض كتّاب الكوميديا السوداء لاستدرار الضحك، بل جاءت مقادير المسرحيات الست «مضبوطة» بعناية، من كتابة وأداء وإخراج، وحتى استخدام بعض التعابير النافرة لم يكن إلا في خدمة الواقعية وتعرية الحقائق. «شي تيك توك شي تيعا» رسائل مسرحية حققت هدفها الأساسي منذ عرضها الأول: أن تغادر خشبة المسرح إلى الخارج، لتتابع باقي العرض على مسرح الحياة.
مفاتيح
لبنان
مسرح
مسرحيات
مواضيع ذات صلة
"ساوندستورم 2025" يعود بحلّته السادسة ليشعل أجواء الرياض على مدى 3 أيام من الإبداع الموسيقي
ماجدة الرومي تجدّد عهدها للوطن في معمودية أعياد بيروت
جو قديح يعود إلى المسرح ليقدم "القصة كلها"
"حديث الكواليس" مع جو يونان: حوارات تكشف أسرار النجوم عبر إذاعة جبل لبنان
توقيع رواية د. جوزف عساف "قمح وثلج ونار " في احتفالية ثقافية
ستريدا جعجع تطلق مهرجانات الأرز الدولية تحت شعار "رجعنا يا لبنان "
كارول سماحة تعلن بداية العد العكسي لانطلاق العمل الاستعراضي الضخم "كلو مسموح"
بسام شليطا ينقل سحر الأندلس إلى قلب لبنان
أﻣﺴﻴﺔ أﻣﻞ وﺗﻨﺎﻏﻢ: ﺣﻔﻞ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻳﻜّﺮم وﺣﺪة ﻟﺒﻨﺎن
جمانة حدّاد في "وصايا شهرزاد الأخيرة " ودعوة إلى التحرر
"كلّو مسموح" تُعيد كارول سماحة إلى المسرح في عمل غنائي إستعراضي
مسرحية "خيال صحرا" بين سقف التوقعات وأرض الواقع
جورج خباز وعادل كرم في حوار مفتوح حول مسرحيتهما "خيال صحرا "
"دي جان آرت" تقدم معرض حول"إعادة تصوير الذات" Digital Me
ناديا تلحوق عساف تتبرع بوثيقة تاريخيّة لأرشيف الجامعة الأمريكيّة في بيروت
منارة جديدة في عالم الفن والطبيعة: إفتتاح متحف سلوى روضة شقير في رأس المتن
بسام شليطا يحلق بموسيقاه بين الشرق والغرب في حفل Fantasy Of A Pianist
"شو يا قشطة " كرسي اعتراف لضحايا التحرش الجنسي
إطلاق مهرجانات البترون الدولية لصيف 2024 وهؤلاء هم أبرز نجومها
"قاديشا" KDSHA: حدث سنوي في "فيلا شمعون" للاحتفال بالفن والتراث
سمية ولبنان بعلبكي توأم الإبداع في مئوية أم كلثوم
جورج خبّاز وعادل كرم يطرحان الإعلان الرسمي للكوميديا المسرحية "خيال صحرا"
نانسي عجرم نجمة مهرجانات بيبلوس الدولية لصيف 2024
"فصول من يوميات الأزمنة الراهنة" معرض يختصرمسيرة نديم كرم
بيتي توتل تعود بمسرحية Mono Pause
فريد وماهر الصباغ في إبداع جديد "مش بس عالميلاد"
"داعش والقاعدة وصراعهما في الساحل الافريقي": أوّل إصدار لميساء عبد الخالق
إصدارات أدبيّة وروائيّة قريباً في دار هاشيت أنطوان/نوفل
محمد القرقاوي: "نوابغ العرب" تجّسد إيمان محمد بن راشد بالقدرات العربية
رواية إمرأتان لريما سعد في قراءة ممسرحة
كركلا يقيم جسراً من الأجساد الراقصة بين فينيقيا والقرية اللبنانية
كاتبة جزائرية تشغل العالم بروايتها الأولى وتتفوّق على الأمير هاري
فابيانو ميلاني الرسام الذي أدهش العالم بهذه اللوحات
مهدي فنيش كاتب لبناني يتصدّر الصحافة الأميركية