في قلب العاصمة بيروت، حيث يلتقي عبق التاريخ بنبض الحداثة، افتتحت مصمّمة المجوهرات اللبنانية لينا جودي متجرها الجديد الذي يحمل اسمها، ليكون أكثر من مجرّد مساحة للبيع، بل عالمًا يجمع بين الإبداع والفنّ والهوية. يشكّل هذا المشروع محطة مفصلية في مسيرة لينا التي اعتادت أن تحوّل الذهب والأحجار الكريمة إلى ذاكرة حيّة تُروى بلغة الجمال والمعنى. بعد أن استوحت تصاميمها من صور التاريخية وآثارها، وقدّمت مجموعات خاصة لمدينة طرابلس القابعة على شاطئ المتوسط، تعود اليوم إلى بيروت – المدينة التي لا تنكسر – لتروي من خلال مجوهراتها حكاية الحياة المتجدّدة في وجه التحديات.
لينا جودي، التي طالما اصرت على البقاء في وطنها لبنان رغم كل التحديات، ليست هذه التجربة الأولى لها في عالم المجوهرات، بل هي خلاصة وعصارة سنوات من الخبرة في عواصم عديدة، ولكنها اليوم تعود إلى بيروت، القلب والأساس بالنسبة إليها.
وتعليقاً على هذه الخطوة الجديدة، قالت لينا جودي: لطالما كانت بيروت مصدر إلهامي، مدينة تجمع بين الجمال والقوّة، بين الذاكرة والمستقبل. أن أعود إليها بهذا المشروع هو بالنسبة لي أكثر من افتتاح متجر، هو عودة إلى الجذور، إلى النبض، وإلى الناس الذين يشبهون روح مجوهراتي: صادقين، أقوياء، ومليئين بالقصص.”
يحمل التصميم المعماري للمتجر توقيع المهندسة دانا نصّور، الحائزة على ماجستير في Luxury Interior Architecture من ميلانو، والتي نجحت في ترجمة هوية Lina Joudi Jewelry إلى فضاء معماري نابض بالإحساس. استوحت دانا خطوطها من القناطر اللبنانية والحجر الطبيعي رمز الأصالة، ودمجت بين المواد المحلية والـ microconcrete الصديق للبيئة، لتخلق توازنًا متناغمًا بين التراث والحداثة. إنها ببساطة، مساحة تنبض بالدفء والنور، حيث يتراقص الضوء على تفاصيل الجدران والألوان، في تجربة حسّية تشبه تمامًا روح مجوهرات لينا التي تجمع بين الحنين والابتكار. ولأن الفنّ بالنسبة للينا يتجاوز حدود التصميم، يتحوّل هذا المتجر إلى منصّة للحوار والإبداع، تفتح أبوابها أمام فنّانين ونحّاتين ورسامين، في مبادرة تهدف إلى إحياء بيروت بروحها الأصيلة: مدينة الفنّ والحياة والأمل.
بهذه الخطوة، تكتب لينا جودي فصلاً جديدًا من رحلتها التي تمزج بين الفنّ والهوية والضوء، مؤكدة أن الإبداع الحقيقي لا يولد من الصدفة، بل من الانتماء والحبّ، ومن القدرة على تحويل الحجر إلى حكاية، والوطن إلى مجوهرات تُروى.
